للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كيف قولك للشعر؟ قلت: إني لأرثي فأجيد المراثيَ. فقال: الرثاء أشد الشعر على قائله. ومدها.

وقال المهري: دخل علينا أعرابي من اليمن يقال له: "أبو هلاك". ثم خرج إلى تَاهَرْت، ثم إلى بلد السودان، فأتى عليه يوم له وَهَج وحَرٌّ شديد وسمم في تلك الرمال، فنظر إلى الشمس مُصْحرة راكدة على قمم الرؤوس وقد صَمَحتِ الناسَ، فقال مُشيرًا إلى الشمس: أما والله لئن غرزتِ في هذه الرمال لطالما رأيتُكِ ليلة دليلة بتَاهَرْت. يعني كثرة أندائها ورِهامها وأمطارها.

وحدثنا أبو عبد الله الداروني قال: حدثني حمدون النعجة النحوي قال: كنا عند المهري يومًا، فقال: اخرجوا بنا إلى مأجل مهوية نتفرج. وكانت داره بالقرب من باب سوق الأحد، فخرجنا وجلسنا حوله، إلى أن مر بنا نحو عشرين بغلًا أو أكثر، ومعها رجل راكب، فلما رأى المهري عدل إليه ونزل، ثم قال له: يقرأ عليك مولاي السلام، ووجه إليك بهذه الدواب، وهي محملة طعامًا وعسلًا وخلًّا وزيتًا، وبهذه العشرين دينارًا فاقبضها، فقبضها منه تكرهًا، ثم دمع فقال: ذهب الناس، إنا لله وإنا إليه راجعون! أبو علي بن حميد يوجه إليَّ بهذا! قال حمدون: فقلت له: احمد الله واشكره؛ فإن هذا لكثير. قال: فنظر إليَّ وهو مغضب، ثم قال: هو كثير لك ولمثالك، وأما لي فلا!

وحدثني الداروني قال: مر المهري بناحية القيسارية عند الصيارفة، فقام إليه فتًى كان يختلف إليه ويسمع منه، فقال له: إلى أين أصلحك الله

<<  <   >  >>