للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وما طاهرٌ إلا جمالٌ لصحْبه ... وناصرُ عافيه على كَلَب الدَّهْرِ

تفرَّدتَ يا خيرَ الورى فكفيتَني ... مطالبة شنعاء ضاق بها صدري

وأحسنُ من هذا الحديث ونشرِه ... كتابٌ أتاني مُدْرجًا بيديْ نَصْرِ

سُررتُ به لمَّا أتى ورأيتُني ... غَنيتُ وإن كان الكتاب إلى مصرِ

وقلتُ: رَعَاك الله من ذي مودَّةٍ ... فقد فُتَّ إحسانًا وقصَّر بي شكري

فهذا على البديهة.

ومما كتب به إلى عبيد الله بن عبد الله، بعد أن استبطأه وعاتبه، قوله:

يا موئلًا لذوي الهمّات والخَطرِ ... ومَنْ عمَدت لحاجاتي من البَشَر

هل أنت راضٍ بأن يُضحِي نزيلُكُمُ ... والمستجيبُ لكم في حالِ مستَترِ

صِفرًا من المال إلا من رَجَائِكُمُ ... ولابسًا بعد يُسْرٍ حُلَّةَ العُسُرِ

قل للأمير عُبيد الله دام له ... عِزُّ الإمارة في طولٍ من العُمُرِ

بدأتَ وعدًا فعد فانْظر لمنتظرٍ ... فإن حقَّ تمام الوِرْدِ للصَّدَرِ

وقد بدا عودُ شُكْرِي مُورِقًا فأجِدْ ... سُقْياك أجنيكَ منهُ يانعَ الثَّمَرِ

فإنَّما يسمُ الوسميّ مبتدئًا ... وللوليّ نبات الروض والزَّهَرِ

والسيف يُجْلَى فإن لم تُسْقَ صفحتُه ... نبا ولم يك كالمشحوذَةِ البُتُرِ

وقد تَقَدَّم إحسانٌ إليَّ لكمْ ... لم أُوتَ فيه من الإغراق في الشُّكُرِ

وفي بقاء عبيد الله لِي خلَفٌ ... وفيض راحته المغني عن المطرِ

قال أبو علي إسماعيل بن القاسم: وقال أبو العباس محمد بن يزيد في أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب:

أُقْسِمُ بالمبتَسَم العذْبِ ... ومُشْتكى الصَّبِّ إلى الصَّبِّ

لو كَتَب النحو عن الرَّبِّ ... ما زاده إلا عمى قَلْبِ

قال أبو عليٍّ: فلما أنشِد أبو العباس أحمد بن يحيى هذين البيتين تمثَّل

<<  <   >  >>