للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي حُميدٍ، قال البُخارِيُّ: مُنكَرُ الحديث. وقال النَّسائِيُّ: ليس بثقةٍ".

* أمَّا المُناوِيُّ فاعلَّهُ في "فيض القدير" (٦/ ١٨٨) بعِلَّةٍ عجيبةٍ، فقال: "رواهُ الخطيبُ في ترجمَةِ البَختَرِيِّ. . . وفيه: عبد الباقِي بنُ قانِعٍ، أورَدَهُ الذَّهَبِيُّ في "الضُّعفاء"، وقال: قال الدَّارَقُطنيُّ: يُخطِئُ كثيرًا. والمُعلَّى بنُ مَهدِيَّ، قال أبو حاتِمٍ: يأتي أحيانًا بالمُنكَر"!

* فشَنَّ عليه الغُمارِيُّ الغارةَ في "المُداوِي" (٦/ ٣٧٣ - ٣٧٤) قائلًا: "قلتُ: مِن عجيبِ أحوالِ هذا الرَّجُل أنَّه يُريدُ أن يستقِلَّ بالتَّصرُّف في الحديث والكلامِ على إسنادهِ مع عدم معرِفَتِهِ، فيأتي بالطَّامَّات، لا سيَّما مع وُقُوفِهِ على كلام الحُفَّاظ في الحديث، فهذه الطَّريقُ قد ذَكَرَها ابنُ الجَوزِيِّ في "الموضُوعات" من طريق الخطِيبِ، ثُمَّ من طريق عبد الباقي بنِ قانِعٍ، ثنا خَلَفُ بنُ عمرو العُكْبَرِيُّ، ثنا المُعلَّى بنُ مَهدِيِّ، ثنا سِنانُ بنُ البَختَرِيُ -شيخٌ من أهل المدينة-، عن عُبيدِ الله بنِ أبي حُميدٍ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمر به. ثُمَّ قال ابنُ الجَوزِيِّ: "قولُهُ: عُبيدُ الله بنُ أبي حُميدٍ تدليسٌ، وإنَّما هو: مُحمَّدُ بنُ أبي حُمِيدٍ، وهو مُنكَرُ الحديث، ليس بثقةٍ" اهـ. فتَرَكَ الشَّارحُ هذا، وذهَبَ يُعلِّلُ الحديثَ بعبد الباقِي ابنِ قانِعٍ صاحبِ المُعجَمِ وغيرِهِ. مع أنَّه لم يَنفَرِد به، بل تابَعَهُ غيرُهُ عن شيخِهِ خَلَفٍ، كما نَصَّ عليه الخطيبُ عَقِبَ الحديث. ثُمَّ بالمُعلَّى بنِ مَهدِيَّ الذي قال فيه الذَّهَبِيُّ: "هومن العُبَّاد الخِيَرَةِ، صدُوقٌ في نفسِهِ" وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّان في "الثِّقات". ثُمَّ إنَّ قولَه في ترجَمَةِ البَختَرِيِّ من الكلامِ الغَثِّ الذي لا فائدة فيه، سوى تسويدِ الوَرَقِ وانشِغالِ الأفكارِ والإحالَةِ على ما يُتعِبُ؛ فإنَّ في "تاريخ الخطيب" نحوُ تسعة آلاف ترجَمَةٍ بتقديم التاء، فأيُّ ترجَمَةٍ وُصِف صاحِبُها بالبَختَرِيِّ من هذا العَدَد الهائل حتَّى يُمكن الرُّجوعُ إليها لمن أراد ذلك؟! مع أنَّ الواقع أنَّه خرَّجَهُ في ترجمة: "سنانَ بنِ البَختَرِيِّ المَدِينِيَّ"، في نصف المُجلَّد التَّاسع، فلو فَرَضنا

<<  <  ج: ص:  >  >>