للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وليس قول أحمد صريحًا في ثبوتها، ما فيها إلا الإيماء.

* وإنما صحَّحها من قبلها من العلماء على اعتبار أن عليًا يرويها عن مجاهد، فقد ذكر المزي في "التهذيب" (٢٠/ ٤٩٠) رواية عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس ثم قال: "مرسل بينهما مجاهد"، ولو ثبت عندنا أن الواسطة مجاهدٌ لحكمنا بقوة هذا الإسناد.

* وقال السيوطي في "الإتقان" (٤/ ٢٠٧): "وقال قومٌ: لم يسمع ابنُ أبي طلحة من ابن عباس التفسير، وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد بن جبير، قال ابنُ حجر: بعد أن عرفت الواسطة، وهو ثقةٌ، فلا ضير من ذلك" اهـ.

* وقد علقها البخاريُّ بصيغة الجزم عن ابن عباس، ولم يمرّض الصيغة إلا في موضعين (٨/ ٢٤٥، ٥٦٣) ومرضها أيضًا في موضعين آخرين (٨/ ٦٨٥، ٧١١) من طريق آخر عن ابن عباس.

* وفي النفس غصة من تجويد هذا الإسناد، ولم أقف على قائل هذا القول: أن الواسطة بين ابن أبي طلحة وابن عباس هو: مجاهد أو سعيد بن جبير، ولا على دليله على ذلك، ولقد مررت على كثير من كتب الحديث فلم أر لعليّ بن أبي طلحة عن مجاهد إلا الحرف بعد الحرف، ولو سلمنا أنه روى عن مجاهد هذه الصحيفة -وهي طويلة- فما المصلحة من إسقاطه، وجعل السند منقطعًا؟ والذي يترجح عندي هو ضعفُ هذا الإسناد والله أعلم. تفسير ابن كثير ج ٢/ ٥٥ - ٥٦

* عليُّ بن أبي طلحة: قال أبو جعفر النحاس في "الناسخ" (١/ ٤٦١): "وهو صحيح عن ابن عباس، والذي يطعن في إسناده، يقول: ابنُ أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، وإنما أخذ التفسير عن مجاهدٍ وعكرمة، وهذا القول لا يوجب طعنًا؛ لأنه أخذه عن رجلين ثقتين، وهو في نفسه ثقةٌ صدوقٌ". انتهى.

* قلتُ: وقد قدمتُ القولَ في هذا الإسناد، ولو ثبت أن الواسطة مجاهدٌ وعكرمة

<<  <  ج: ص:  >  >>