للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن المديني من الذين أجابوا لضعفهم، وقد لاموه على ذلك، فقال: "قَوِيَ أحمد على السوط، ولم أقو".

* وكذا روى العقيليُّ حديثًا، من طريق ابن المديني، وحكى أن عَمرو بنُ مُحَمَّد انتقده فيه. فلا غبار على صنيع العقيليّ إذن, لأنهم -كما قلتُ- كانوا يوردون من تُكُلِّمَ فيه ولو كان الكلام لا يضرُّهُ، وعليه جرى المصنفون في "الضعفاء" إلا من اشترط منهم غير ذلك.

[قال الكوثريُّ: وجرح العقيليُّ في كتابه "الضعفاء" كثيرين من رجال "الصحيحين" وأئمة الفقه وحملة الآثار, مما ردّ بعضها ابنُ عبد البر في "انتقائه" اهـ.]

* وقد أظهر الكوثريُّ بكلمته هذه أنه يدافع عن ابن المديني، ولكنه ما أراد إلا الذمّ في العقيليّ. والدليل على ذلك أن الكوثري ذكر ابن المديني في "تأنيب الخطيب" (ص١٧٠) وعرّض به، فقال: ليس بقليل ما ذكره الخطيب عن ابن المديني في تاريخه، وقد ترك أبو زرعة وأحمد الرواية عنه بعد المحنة. اهـ.

* فأنت ترى أنه جرح ابنَ المديني حيث كان له هوى في جرحِه، وذنبه عند الكوثري أنه روى شيئًا فيه غضُّ من أبي حنيفة. وهكذا تكون الأمانة عند الكوثري! جُنَّةُ المُرتَاب/ ١٤ - ١٦

* [وراجع الرد على الكوثري في: "البخاري" من باب الألقاب]

[محنة خلق القرآن وتصرف عليّ بن المدينيّ]

* قد ذكر أبو بكر المروزي رحمه الله أنَّهُ لمَّا كان أيام المحنة أُحضر عليُّ بن المديني عند ابن أبي داود، فقال له ابنُ أبي داود: ما تقولُ في القرآن؟ فحدث عليٌّ بحديث عُمر: فِكلُوْهُ إلى ربه، ففرح بذلك ابن أبي داود وقبَّل رأس عليٍّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>