للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* فصاحب مثل هذه العناية الفائقة لا يُنكر عليه أن يتفرَّد بأحاديث عن أقرانه، لا يشاركونه فيها.

* وكم سلك الحفاظُ المتقدمون والمتأخرون هذا السبيل في نفيّ الشذوذ عن رواية المخالف للجماعة إذا كان من الأثبات.

* فالقاعدة الكلية التي وضعها علماء الحديث في تعريف الحديث الشاذ قاضية على رواية ابن بشر بالشذوذ.

* ومع ذلك فهذه القاعدة تتخلف أحيانًا، مما يدلُّ على أنَّ الحديث الشاذ ليس له حدٌّ قاطع لا يُتجاوز، فأحيانًا يرجحون رواية الواحد على الجماعة، وكثيرًا يحملون الروايتين على محامل مقبولة، كهذا القول الذي ذكرته في التوفيق بين رواية الجماعة ورواية محمَّد بن بشر؛ والعمدة في ذلك على كثرة النَّظر، وملاحظة تصرُّف العلماء الحذاق، مع إدمان الطلب، وجودة القريحة.

* وبالجملة الكلام في الشذوذ أشد من المشي على حدِّ الموسى.

* فلستُ أدري -والأمرُ كذلك- كيف كثر "الغلمان المحققون" الذين أعلُّوا جملةً وافرةً من أحاديث الصحيحين بالشذوذ فضلًا عن غيرهما؟! ويا ليتهم إذ أعلُّوا سُبِقوا، ولكنهم ما سبقوا إلى ذلك من الحفاظ والنقاد. وليت لهم من التحصيل وطول العمر وشهادة العلماء لهم بالأهلية ما يعينهم على ذلك، فلله الأمرُ من قبل ومن بعدُ. تنبيه ٧/ رقم ١٦٨٣

* [محمَّد بن بشر العبدي: عن مسعر، عن قتادة، عن أنس، أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قامَ حتى تورَّمت قدماه.

وحدَّث به عنه هكذا: عبد الله بنُ عون، والحسين بنُ عليّ بن الأسود العجلي. فقال ابنُ حبان: "إنما هو عند مسعر عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة، هذا هو المحفوط من حديث مسعر. . " اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>