للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* فمثل هذا التعليل يُدفعُ بأن يقال: مات أبو الزناد سنة (١٣٠)، وقتَل محمد ابن عبد الله بن حسن سنة (١٤٥) وعمره (٥٣) سنة.

* وكلاهما مدنيٌّ، وكان أبو الزناد يُبدأ بذكره ويُعاد، وحلقته في المسجد النبويِ شهيرةٌ، فغير سائغٍ أن يقال: ما التقيا، أما التقيا في صلاة قطُّ، ولا في صلاة الجمعة في هذا المسجد المبارك؟

* فهذا اتصالٌ بيِّنٌ لا يدفع، ومحمد بن عبد الله بن حسن: وثقه النسائيُّ، وابنُ حبان؛ ولم يعرف بتدليسٍ قطُّ. التسلية / رقم ٣٩

* محمد بن عبد الله بن الحسن: [الدراورديّ، عنه، أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعًا: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك. . . "]

* وهذا سندٌ صحيحٌ، وأعله جماعةٌ من أهل العلم بما لا يثبت على النقد، وليس ههنا موضع بسط حجج الفريقين، والمحاكمة بينهما على وجه الإنصاف، لكنني سأذكر أقوى علة أُعل بها الحديث، وهي قول الإمام البخاري - رحمه الله تعالى-: "محمد بن عبد الله بن الحسن لا يتابع عليه، ولا أدري أسمع من أبي الزناد أم لا؟ ".

* فالجواب أنَّ الإمام رحمه اللهُ لم ينف السماع إنما نفى علمة به، فحينئذٍ نقولُ: إنَّ أبا الزناد كان عالم المدينة في وقته، وشهرة ذلك لا تحتاج إلى إثبات.

* ومحمد بن عبد الله بن الحسن مدنيٌّ هو الآخر، وقد وثقه النسائيُّ وابن حبان، ولا يعرف بتدليس قط، وكان له من العمر قرابة الأربعين عامًا يوم مات أبو الزناد سنة (١٣٠).

* وبهذه القرائن يقطع المرء بثبوت اللقاء.

* وقد أصرَّ بعضُهم في نقاشٍ لي معه بعد هذا بعدم السماع فقلت له: أفما التقيا في المسجد النبوي قط حيث كانت حلقات العلماء؟ أفما التقيا في صلاةٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>