للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٢٣؛ مجلة التوحيد / شوال / ١٤٢٣

[سماع يحيى القطان من المسعودي قديم]

* يحيى بن سعيد القطّان:. . مع أن وكيعًا، ويحيى القطّان سمعا من المسعودي قبل تغيره. . التسلية / رقم ١١٢

[حديث: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"] [رواه جمعٌ غفيرٌ عن الثوري، عن علقمة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان -رَضِيَ الله عَنْهُ-. وخالفهم يحيى القطان: فرواه عن الثوري وشعبة معًا، عن علقمة، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان مرفوعًا مثله؛ فزاد في الإسناد سعد بن عبيدة]

* قُلْتُ: كذا حكموا على يحيى القطان بالغلط في هذا الحديث، ويحيى القطان أحدُ الثقات الأثبات الفحول الذين لم يختلفوا فيه، وليس معنى هذا أنه لا يجوزُ عليه الخطأ، كلا، ولكن إذا قيل له: أنت أخطات في هذا الحديث، فَنَفَى ذلك نفيًا قاطعًا، فلا معنى لاتهامه بالخطأ، فإنَّ عدم قبول دعواه في نفي الخطأ يتنافي مع تصديقه، وقبول روايته.

* والدليل على أنه لم يخطيء في هذا الحديث ما رواه البزار في "البحر الزخار" (ج ١/ ق ٥٥/ ١)، قال: سمعت عَمرو بن عليّ، يقول: قلت ليحيى: إن الثوريَّ يرويه، عن علقمة، عن أبي عبد الرحمن. فقال: سمعتُهُ من شعبة، عن علقمة، عن سعد، ثم سمعته من الثوريّ، فلم أشك أنه قال كما قال شعبة، أو فكان عندي كما رواه شُعبة" اهـ.

* وهذا النصُّ النفيس الغالي قاطعٌ في المسألة، ينفي اتهام يحيى القطان بالخطأ، ولذلك قال الخليلي في "الإرشاد" (٢/ ٤٩٦) بعد أن ذكر رواية يحيى: "ويحيى القطان -وهو إمام وقته- جمع بين الثوريّ، وشعبة، وجعل فيه: سعد بن عبيدة" اهـ. أي: ويحيى لإمامته وحفظه، فجمعه لائقٌ، وزيادته مقبولةٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>