للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يكونُ مع أمراء بني أمية كاتبًا لابن زياد وحكى عنه وعن الحجاج، ولم يكن بين الحرة وبين مقتل ابن زياد إلا نحو ثلاث سنوات ولا يوجد راو روى عن هذا وروى عن ذاك ولا خبر روي عن هذا وروي عن ذاك.

* بقي النظر في أقوال الأئمة: فأما الإِمام أحمد فإنما حكى عن ابن مهدي، ومع ذلك فقوله "هكذا حكوا عن ابن مهدي" تبرؤ من عهدته.

* وأما ابن مهدي فإنه لما سئل قال "ما زلنا نسمعه" فكأن بعض الأخباريين المجازفين كالواقدي اغتر بالاتفاق في الاسم والنسبة إلى الفرس والرواية عن ابن عباس فقال: هما واحد، وشاع ذلك حتى سمعه ابن مهدي فلم ينقده فأما ابن سعد فإنه يعتمد على الواقدي. والله الموفق" اهـ. [إلى هنا انتهى بحث المعلمي اليماني عليه رحمة الله]

* وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "صحيح ابن حبان" (١/ ١٨٧): "وهذه التفرقة بين الفارسي والرقاشي دقيقة وبديعة من الترمذي، ترفع الشبهة في أن الفارسي هو ابن هرمز، لأن يزيد بن هرمز مدني، وهذا الفارسي بصري، فلا يشتبه به، إنما يشتبه ببلديه الرقاشي، فأرشد الترمذي إلى أنهما اثنان بصريان، وهذا يستتبع ضرورة أن لا علاقة لواحد منهما بابن هرمز المدني.

* وقال الحاكم (٢/ ٢٢١): "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". وقال (٢/ ٣٣٠): "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في الموضعين!

* وأنا لا أزال أعجب منهما، فإن الشيخين لم يخرجا شيئًا عن "يزيد الفارسي" هذا، بل لو ذهب الحاكم والذهبي إلى أن الفارسي هو ابن هرمز، فإن البخاريّ لم يخرج شيئًا عن ابن هرمز، بل أخرج له مسلم وحده.

* وأيّا ما كان فادعاء أنه على شرط الشيخين دعوى عريضة، لا تقوم لها قائمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>