للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قلتُ: حاشا لله أن يكون عبد الله كذابًا، فإنه أحد حفاظ الإِسلام، وعلمائهم، المشهود لهم بالعدالة في الدين، والإتقان في الحفظ. وقد قال الذهبيُّ في "التذكرة" (٢/ ٣٠٢): "وأما قولُ أبيه فيه، فالظاهر أنه إن صحَّ عنه فقد عني أنه كذابٌ في كلامه لا في الحديث النبوي، وكأنه قال هذا وعبد الله شاب طريّ ثم كبر وساد".

* ثم رأيت العلامة، ذهبيّ العصر المعلمي اليماني رحمه الله تعالى، قال في "التنكيل" (١/ ٢٩٨) ما ملخصه أن إسناد هذه الحكاية لا يثبتُ.

* ولونٌ آخر من الطعن عليه. فروى ابنُ عدي في "الكامل" (٤/ ١٥٧٨) عن محمَّد بن الضحاك بن عمر بن أبي عاصم، قال: أشهد على مُحَمد بْنِ يَحْيى بْنِ مَنْدَه بين بيديّ الله تعالى أنه قال: أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي الله تعالى أنه قال: روى الزهريُّ عن عروة قال: حفيت أظافيرُ فلانٍ من كثرة ما كان يتسلق على أزواج النبيّ -صلى الله عليه وسلم-!!.

* قال الذهبيُّ في "السير" (٢٢٩/ ١٣): هذا باطلٌ، وإفكٌ مبينٌ، وأين إسناده إلى الزهريّ؟! ثم هو مرسلٌ. ثم لا يُسمع قول العدو في عدوّه. وما أعتقد أن هذا صدر من عروة أصلًا، وابنُ أبي داود إن كان حكى هذا، فهو خفيف الرأس فلقد بقي بينه وبين ضرب العنق شبرٌ لكونه تفوه بمثل هذا البهتان. اهـ.

* قلتُ: وللشيخ العلامة ذهبيّ العصر المعلمي اليماني رحمه الله تعالى جوابٌ آخر في غاية الوجاهة. فقال في "التنكيل" (١/ ٣٠١ - ٣٠٢)، ما ملخصه:

* "إن الحكاية إن ثبتت على ابن أبي داود، فإنه قد ذكرها في حال المذاكرة مع أقرانه، يريد أن يغرب عليهم. وكان المحدثون يتعنتون شديدًا في تحصيل الغرائب، ويحرصون على التفرد بها. وكان ابن أبي داود صلفًا تياهًا حريصًا

<<  <  ج: ص:  >  >>