للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واهبِ بنِ عبد الله الكَعبِيِّ، عن عبد الله بن عَمرٍو مرفُوعًا.

* قال الطَّبَرانيُّ: "لا يُروَى هذا الحديثُ عن عبد الله بن عمرٍو إلا بهذا الإسناد. تفرَّد به إدريس بنُ يحيى".

*قلتُ: وهو صدوق متماسك.

* سُئل عنه أبو زرعة الرازي فقال: "رجلٌ صالحٌ من أفاضل المسلمين".

*وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل": "صدوق". وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: مستقيم الحديث، إذا كان دونه ثقات وفوقه ثقات.

* وهذا القيد الذي ذكره ابن حبان يدلُّنا على أن الآفة في أحاديثه إنما هي ممن فوقه أو دونه. .

* وهذا الحديثُ مِثالٌ لذلك؛ فإنَّ شيخ إِدريس في هذَا الحديث هو أبو الأَشيَم رجاءُ ابن أبي عطاءٍ، فتَرجمَهُ الذَّهَبيُّ في "الميزان" (٢/ ٤٦)، ورَوَى له هذا الحديث بسَنَدِه، وقال: "صُوَيلِحٌ. قال الحاكمُ: مِصريٌّ، صاحبُ موضُوعاتٍ. وقال ابن حبَّانَ: يَروِي الموضُوعاتِ [وقال بعد أَن رَوَى الحديثَ:] هذا حديثٌ غريبٌ، مُنكَرٌ، تفرَّد به إِدريسُ، أحدُ الزُّهَّاد" انتهى كلامُه.

* وحُكمُه على رجاءٍ هذا بأنه "صُوَيلِحٌ" بعد حكايته لكلام ابن حِبَّانَ والحاكمِ في غاية العَجَبِ، فأين الصَّلاحُ، ولَوعلى إغماضٍ، في رَجُلٍ يَروِي الموضوعات؟!

*وقد تعجَّب من صنيعه أيضًا الحافظُ، فقال في "لسان الميزان" (رقم ٣٤٢٣): "وهذا الحديثُ أورَدهُ ابن حِبَّانَ، وقال: إِنَه موضُوعٌ. وحكاه عنه صاحبُ "الحافل". وأخرَجَهُ الحاكمُ في "المستدرك" عن الأصمِّ، عن إِبراهيمَ ابن مُنقِذٍ، عن إدريسَ، وقال: "صحيح الإسناد فما أدرِي ما وَجهُ الجمعِ بين كلامَيه! كما لا أَدرِي كيف الجَمعُ بين قولِ الذَّهَبيِّ: "صُوَيلحٌ"، وسُكوتِه على

<<  <  ج: ص:  >  >>