للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ففهم جماعةٌ من العلماء أنَّ قول أبي داود: "وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالحٌ" معناه: أنَّ ما سكت عنه فهو من قبيل الحسن.

* منهم: المنذري، فقال في "الترغيب" (١/ ٨): "وكلُّ حديث عزوتُه إلى أبي داود، وسكتُّ عنه فهو كما ذكر أبو داود، ولا ينزل عن درجة الحسن، وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما".

* ومنهم: النوويّ، فقد ذكر حديثًا في "المجموع" (٤/ ٢٤١)، ثم قال: "رواه أبو داود بإسنادٍ جيّد ولم يضعفه، ومذهبهُ أنَّ ما لم يضعفه هو عنده حسنٌ".

* وصرّح آخرون بمثل ذلك، منهم: ابن تيمية، والعلائي، والزركشي، والعراقي.

* وقد علمنا يقينًا أنَّ أبا داود سكت عن أحاديث منكرة، وضعيفة جدًا، وضعيفة ساقطة عن حدِّ الاعتبار بها، فلا يقال: "هي صالحة" يعني: "حسنة".

* وللنوويّ تفصيل في هذا الأمر، فقال:

"في "سنن أبي داود" أحاديث ظاهرةُ الضعف، لم يبينها مع أنه متفقٌ على ضعفها، والحقّ أنَّ ما وجدناه في "سننه" مما لم يبينه ولم ينص على صحته أو حسنه أحدٌ ممن يعتمد، فهو حسنٌ، وإن نصّ على ضعفه من يعتمد عليه، أو رأى العارف في سنده ما يقتضي الضعف ولا جابر له، حُكم بضعفه، ولا يلتفت إلى سكوت أبي داود. انتهى وهو تفصيل حسنٌ، وإن خالفه النوويّ في كتبه.

[أنواع الحديث المودع سنن أبي داود كما يفهمه الذهبيُّ]

* ذكر الذهبيُّ في "سير النبلاء" (١٣/ ٢١٣ - ٢١٤) كلام أبي داود في "رسالته ثم قال: "قلتُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>