للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبان، عن قتادة، عن أبي عبيدة، أنه فيما سأل أباه عن بيض الحمام؟ فقال: "صومُ يومٍ". فهذا يدلُّ على أنه وعاه حتى صار يسأله عن مثل هذا السؤال.

*نقولُ: أما مسلم بن إبراهيم وأبان بن يزيد فكلاهما ثقة. ولكن في السند عنعنة قتادة، فقد كان مدلسًا.

* فإن قلتَ: قال الذهبيُّ في "السير" (٤/ ٣٦٣): "روى عن أبيه شيئًا، وأرسل عنه أشياء" اهـ. فهذا التفريق من الذهبيّ يدلُّ على أنه سمع، وإلا لما كان هناك معنى لقول الذهبيّ "روى. . وأرسل".

* نقولُ: الذهبيُّ رحمه الله يعتمدُ في التراجم على الكتب المتقدمة عليه، ولعله قال: "روى عن أبيه شيئًا" يقصد به ما ذكره البخاري في ترجمته، وقد سبق وأجبنا عنه.

* ثم الرواية لا تستلزم السماع، لا سيما والدليلُ الصحيح قائم على النفي كما سيأتي- إن شاء الله تعالى.

[نفي الاتصال بالإسنادِ الصحيحِ]

*فقد أخرج الترمذيُّ (١٧)، وابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص ٢٥٦)، من طريق محمد بن جعفر: نا شعبة، عن عَمرو بن مرة، قال: قلتُ: أبا عبيدة، هل تذكرُ من عبد الله شيئًا؟! قال: لا أذكرُ منه شيئًا".

* وتابعه أبو داود الطيالسيّ، قال: نا شعبة. . فذكره. أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (٦/ ٢١٠)، عن الطيالسيّ.

* وهذا سندٌ صحيحٌ حجةٌ. وهو وحده كافٍ في الحكم بالانقطاع.

[وأهل الحديث ينفون سماع أبي عبيدة من أبيه]

*قلتُ: وإذ قد فرغنا من الإجابة عما قيل في سماع أبي عبيدة من أبيه،

<<  <  ج: ص:  >  >>