للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك ببيان الشَّواهد التي تُقَوِّي الحديثَ. لكنَّ الأمر، كما قيل: كفى المرءَ نُبلا أن تُعدَّ معايِبُهُ" انتهَى.

* قلتُ: رحمةُ الله على شيخِنا! فوالله! لقد تَرَكت كلماتُهُ هذه أثرًا بعيد الغَور في نفسي، وكُنتُ في نَفسِي لأَقلَّ من أن يقُول شيخُنا هذا فيَّ، فالحمد لله على ما أنعَمَ.

* ولكنَّ الذي جَعَلني أُحجِمُ عن فِعل ذلك أنَّ المساحةَ المَسمُوحةَ لي في "مجلَّة التَّوحيد" لا تَفِي بهذا، وكان يأتيني في الشَّهر الواحد أكثرُ من مئتي سؤالٍ عن درَجة الأحاديث، فلا أستطيعُ أن أُجيب إلا عن خَمسةٍ منها أو ستَّةٍ، ورُبَّما أجبتُ عن حديثٍ واحدٍ دَعَت الحاجةُ إلى بسط الكلام عنه.

* وقد زِدتُ في الكلام عن الأحاديث في هذا الكتاب زياداتٍ كثيرةً، ولم أتمكَّن من فِعل ذلك في كثيرٍ من المواضع؛ نَظَرًا لمَرَضِي وقِلَّةِ جَلَدِي على البحث، وفي النَّفس غُصَّةٌ من هذا، وإنِّي لأرجُو إن عافاني اللهُ تعالى أن أزيدَ المَقامَ بَسطًا في بعض الأحاديثِ التي اختَلَفَت فيها أنظارُ النُّقَّاد، فلعلَّ ذلك يكونُ قريبًا. والحمدُ لله على كلِّ حالٍ. الفتاوى الحديثية / ج ٢/ رقم ١٦٢/ ربيع أول / ١٤١٩

[الألباني والاحتجاج بالضعيف]

*. . . ومن الغرائب أنَّ أحد تَلامِذَةِ هؤُلاء الغُمارِيِّين من أهل عصرِنا، وممَّن ابتُلِيَت مِصرُ بأنَّهُ صار مُفتيًا لها، ادَّعَى أنَّ الذي زَعَم أنَ الضَّعيفَ لا يُعمَلُ به مُطلقًا هو الشَّيخُ الألباني، وزَعَمَ -وهو شافعيُّ المَذهَب- أنَّ الإمامَ الشَافعيَّ كان يَحتَجُّ بالحديثِ الضَّعيف في الحَلال والحَرام، وكذلك سائرُ الأئِمَّةِ المُحَدِّثين كأبي داوُدَ، والنَّسائيُّ، والترمِذِيِّ، وغَيرِهِم بغَيرِ نكيرٍ من أحدٍ عَلَيهِم، وهو كاذبٌ في كُلِّ هذا، كما بيَّنتُه في "قَطعِ الأبهَر من المُفتي وشَيخِ الأَزهَر" -

<<  <  ج: ص:  >  >>