للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعني بشيخ الأَزهَرِ الدُّكتورَ مُحمَّد سَيِّد طنطاوي- وكتبتُ منه مُجَلَّدَةً.

* لكنَّني في هذه العُجَالَةِ سَأَذكُرُ كلامًا للإمام الشَّافعِيِّ خاصَّةً، تَوَقَّفَ عن العَمَل بالحديثِ لأنَّهُ لم تَثبُت صِحَّتُه، فلو كان يحتَجُّ بالضَّعيف كما يَزعُم هذا الكاذبُ، فما الذي جَعَلَهُ يتوقَّفُ عن الأَخذِ بالحديثِ؟!

* وكنتُ قرأتُ قديمًا في "فتح الباري" أنَّ الحافظَ ابنَ حَجَرٍ جَمَعَ هذه الأحاديثَ في كتابٍ سمَّاه -على ما أَذكُر- "المِنحَة فيما علَّقَ الشَّافِعِيُّ فيه الحُكمَ على الصِّحَّة"، ولم أَرَهُ ولا أظُنُّهُ طُبعَ، وحَفَّزَني هذا إلى النِّظَر في كتاب "الأُمِّ" للشَّافِعِيِّ، واستَخرجتُ منه عِدَّة مواضعَ ممَّا علَّق الشَافِعِيُّ القولَ به على ثُبُوت الحديثِ، وسأذكُرُه آنفًا إن شاء اللهُ تعالى.

* [تراجع هذه المواضع في ترجمة الشافعي]. . . . الفتاوى الحديثية / ج ١/ رقم ١١٥/ جماد أول / ١٤١٨

[أدب وتواضع الألباني رحمه الله]

* لستُ أنسى ما وقَعَ لي مع شيختا الإمام حسنةِ الأيام، ناصر الدين الألباني، [رحمه الله تعالى]، لمَّا أهديته "كتاب البعث" لابن أبي داود، وكان الناشر كتبَ على لوحة الكتاب "خرّج أحاديثه الشيخ الحُوينيّ السّلفيّ"، قال لي: ما هذا؟ وأشار إلى كلمة "الشيخ"، فاعتذرتُ عنها بأنها ليست من صنعي، فأنكرها عليَّ، وواللهِ لقد عظُمَ الشيخُ بعدها في عيني وقد كان -قبل- مكانُهُ في القلب كذلك منِّي، وحسبُك أنه مع شهادة النابهين له بالإمامة في هذا الفنّ، لم يكتب على لوحة كتبه إلا اسمه المُجرّد، مع أنَّ غيره ممن قولُهُم بجانب قوله كصريرِ بابٍ، أو طنين ذُبابٍ، يَكتُبُ على كتبه: "تأليف الإِمام الحافظ الفقيه الأصولي النظار المُجتهد. ." زاعمًا أنه من التحدُّث بنعمةِ الله تعالى وهُنا تزلُّ الأقدام وتكْثُرُ الأوهام. . بذل الإحسان ٢/ ١١ - ١٢

<<  <  ج: ص:  >  >>