للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالإسنادان الأول والثالث: جيِّدان، والثاني والرابع ضعيفان.

* وقد أثنى العلماء على تفسير السدي، فقال أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (١/ ٣٩٧ - ٣٩٨): "وتفسير إسماعيل بن عبد الرحمن السدي فإنما يسنده بأسانيد إلى عبد الله بن مسعود وابن عباس. وروى عن السدي الأئمة، مثل: الثوري وشعبة، لكن التفسير الذي جمعه رواه عنه أسباط بن نصر وأسباط لم يتفقوا عليه، غير أن أمثل التفاسير تفسير السدي" اهـ.

[الجمع بين الأسانيد وسوق المتون مساقًا واحدًا]

* فإِنْ قلتَ: قد قال الإِمام أحمد في السدي: "إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به قد جعل له إسنادًا واستكلفه":

* فمراد الإِمام رحمه الله إن السدي كلف نفسه تعبًا بجمع تفسير الآيات عن ابن مسعود وابن عباس وناس من الصحابة، وسوقها مساقًا واحدًا، ولا شك أن هذا الصنيع غاية في المشقة، يعرفُهُ من عانى التصنيف الجاد.

* وربما كان مراد الإِمام أن هذا الذي يرويه السدي لا يعقل أن يكون بلفظه عن ابن مسعود وابن عباس وناس من الصحابة، بل هو لفظ أحدهم وبقية الألفاظ بمعناه، وهذا غير بعيد، وغايته وصف السدي بالتساهل، فالأمر فيه قريب، فيكون ما ذكره إنما هو لفظ أحدهم، وعن الآخرين بنحوه.

* فالأمر كما قال الشيخ أبو الأشبال رحمه الله في تعليقه على "تفسير الطبري" (١/ ١٥٩): "إنَّ السدي جعل لها كلها هذا الإسناد، وتكلف أن يسوقها به مساقًا واحدًا، أعني: أنه جمع مفرق هذه التفاسير في كتاب واحد، جعل له في أوله هذه الأسانيد. يريد بها أن ما رواه من التفاسير في هذا الكتاب لا يخرج عن هذه الأسانيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>