للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قُتَيْبَةُ، عن الليث. في مقابل: يحيى بن بكير، عن الليث]

* قال شيخنا الألباني [-رحمه الله-]، في "الصحيحة" (٤٨٠): "وهذا الإختلاف كما يبدو لأول وهلة إنما هو بين قتيبة بن سعيد ويحيى بن بكير ولو ثبتت هذه المخالفة عن يحيى لكانت مرجوحة, لأنه دون قتيبة في الحفظ والضبط، فقد أطلق النسائيُّ فيه الضعف، وتكلم فيه غيرُهُ، لكن قال ابن عديّ: هو أثبت الناس في الليث، وهذا القول اعتمده الحافظ في التقريب: ثقةٌ في الليث، وقال في قتيبة: ثقةٌ ثبتٌ، وإذا تبين الفرق بين الرجلين فالنفس تطمئن لرواية قتيبة المتفق على ثقته وضبطه، أكثر من رواية يحيى بن بكير، المختلف فيه، ولو أنَّ عبارة ابن عديّ تعطي بإطلاقها ترجيح روايته عن الليث خاصة على رواية غيره عنه، ومع ذلك فإن في ثبوت هذا السياق عن يحيى نظر، لأن الراوي عنه: عبيد ابن عبد الواحد بن شريك فيه كلام. . " اهـ.

* قلتُ: وفي كلام شيخنا نظر, لأنه رجَّح رواية قتيبة من وجهين:

أ- أنه أثبت من يحيى بن بكير.

ب- أنَّ الراوي عن يحيى بن بكير فيه مقال.

* أمَّا عن الأمر الأول، فنعم. قتيبة أثبت من يحيى، لكن يُردُّ على ذلك بأمرين: الأول: أن ضعف يحيى بن بكير إنما هو في غير الليث، وقد قال ابن عديّ: "هو أثبت الناس في الليث". فهو من هذه الجهة لا يقل عن قتيبة، بل قد يزيد. الثاني: أن يحيى بن بكير لم يتفرد به. . .

* أمَّا عن الأمر الثاني، فإنَّ عبيد بن عبد الواحد لم يتفرد به. . . بذل الإحسان ٢/ ٩٤ - ٩٦

<<  <  ج: ص:  >  >>