للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "قال إبراهيمُ الحربيّ: لما قدم حجاجٌ. . إلخ". قلتُ: ولم يكن دقيقًا في النقل إنما فيه: "روى إبراهيمُ الحربيُّ، أخبرني صديقٌ لي، قال: لما قدم حجاج. ." والفرق بينهما شاسع، كما يأتي ذكره.

* أمَّا دعوى الاختلاط، ففي "تهذيب الكمال" (٥/ ٤٥٦):

"قال إبراهيم الحربيّ: أخبرني صديقٌ لي، قال: لما قدم حجاجٌ الأعور آخر قدمةٍ إلى بغداد خلَّط، فرأيت يحيى بن معين عنده، فرآه يحيى خلَّط، فقال لابنه: لا تُدْخل عليه أحدًا. قال فلمَّا كان بالعشيّ دخل الناسُ، فأعطوه كتاب شعبة، فقال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عيسى ابن مريم، عن خيثمة، عن عبد الله. فقال له رجل: يا أبا زكريا! عليّ بن عاصم حدث عن ابن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود عن عبد الله، عِبْتُمْ عليه، وهذا حدَّث عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عيسى ابن مريم، عن خيثمة فلم تعيبوا عليه؟! قال: فقال لابنه: قد قلت لك". اهـ.

*قلت: أما الفرق بين هذا النقل ونقل الشيخ عبد القادر فهو أنَّ الذي حكى هذه الحكاية. صديق لإبراهيم الحربيّ لا نعرف عينه، ولا صفته، فلا نعتدُّ بروايته. أما الشيخ عبد القادر فإنه ألصق الحكاية بإبراهيم الحربيِّ كأنه راويها!

* ثمَّ على أنَّ صديق إبراهيم الحربي كان ثقة لما كان في الحكاية دليل على أنه حدث حال الاختلاط. ذلك أن يحيى بن معين سمع من حجاج شيئًا، فرآه خلَّط فيه، فقال لابنه لا تُدخل عليه أحدًا. ولكن الناس دخلوا في العشيِّ، فلم يحدث إلا بذاك الإسناد الذي فيه "عيسى ابن مريم"! فأنكره الناس، فقال يحيى لابنه: قد قلتُ لك.

* فالظاهر أن المجلس انقطع -كما قال الشيخ المعلمي في "التنكيل" (١/

<<  <  ج: ص:  >  >>