للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قلتُ: ولا يعني ذلك أن إسناده صحيحٌ، فقد صرَّح غير واحدٍ من النّقاد كابن المديني وابن معين، وأبي حاتم، وأحمد، والبزار، أَنَّ الحسنَ البصري لم يلق ابن عباس، فقد كان الحسن بالمدينة وابنُ عباس واليًا لعليّ بن أبي طالب على البصرة. الزهد/ ٢٨ح ٢٦

*قال المنذريُّ في "مختصر سنن أبي داود" (٢/ ٢٢١ - ٢٢٢):

"أخرجه النسائيّ، وقال: الحسن لم يسمع من ابن عباس. وهذا الذي قاله النسائيّ، هو الذي قاله الإِمام أحمد، وعليّ بنُ المدينيّ، وغيرهما من الأئمة. قال ابن أبي حاتم: سمعتُ أبي يقولُ: الحسن لم يسمع من ابن عباس، وقوله: "خطبنا ابن عباس" يعني: خطب أهل البصرة. وقال عليّ بنُ المدينيّ في حديث الحسن: "خطبنا ابن عباس" يعني: خطب أهل البصرة.

وقال عليّ بنُ المديني في حديث الحسن: "خطبنا ابن عباس بالبصرة"، إنما هو كقول ثابت "قدم علينا عمرانُ بن حصين". ومثل قول مجاهد: "خرج علينا عليٌّ وكقول الحسن: "إنَّ سراقة بن مالك حدثهم". وقال ابن المدينيّ أيضًا: الحسن لم يسمع من ابن عباس، وما رآه قطُّ، كان بالمدينة أيام ابن عباس، على البصرة". انتهى.

* فعلَّقَ الشيخُ أبو الأشبال أحمد شاكر على بحث المنذريّ، قائلًا: "كلُّ هذا وهمٌ، فالحسن عاصر ابن عباس يقينًا، وكونه كان بالمدينة أيام أن كان ابن عباس واليًا على البصرة، لا يمنع سماعه منه قبل ذلك أو بعده كما هو معروفٌ عند المحدثين من الاكتفاء بالمعاصرة. . .".

* [فتعقبه شيخنا، وقال: فردّك على هؤلاء العلماء ضعيفٌ جدًا. .

* ثم فصَّل الرد عليه من ستة أوجه منها: أنَّ المعاصرة التي يكتفي بها

<<  <  ج: ص:  >  >>