للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن. أما المقدمة الثانية: فظاهرةٌ. وأما الأولى: فإن حياته لو كانت ثابتة لدلّ عليها القرآن أو السنة أو إجماع لأمة.

فهذا كتاب الله تعالى. فأين فيه حياة الخضر؟

وهذه سنة رسوله الله - صلى الله عليه وسلم -، فأين فيها ما يدل على ذلك بوجه؟!

وهؤلاء علماء الأمة: هل أجمعوا على حياته؟

السادس: أن غاية ما يتمسك به من ذهب إلى حياته حكايات منقولة يخبر الرجل بها: أنه رأى الخضر. فيالله العجب. هل للخضر علامة يعرف بها من رآه؟ وكثيرٌ من هؤلاء يغتر بقوله: أنا الخضر.

ومعلوم: أنه لا يجوز تصديق قائل ذلك بلا برهان من الله. فأين للرائي أن المخبر له صادق، لا يكذب؟

السابع: أن الخضر فارق موسى بن عمران كليم الرحمن، ولم يصاحبه. وقال: {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} [الكهف: ٧٨].

فكيف يرضى لنفسه بمفارقته لمثل موسى، ثم يجتمع بجهلة العباد الخارجين عن الشريعة، الذين لا يحضرون جمعة ولا جماعة ولا مجلس علم، ولا يعرفون عن الشريعة شيئًا؟! وكل منهم يقول: قال الخضر. جاءني الخضر، وأوصاني الخضر! فيا عجبًا له! يفارق كليم الله ويدور على صحبة الجهال، ومن لا يعرف كيف يتوضأ، ولا كيف يصلي؟!!

الثامن: أن الأمة مجمعة على أن الذي يقول أنا الخضر، لو قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كذا وكذا، لم يلتفت إلى قوله، ولم يحتج به في الدين.

إلا أن يقال: إنه لم يأت رسوله الله - صلى الله عليه وسلم - ولا بايعه. أو يقول هذا الجاهل: إنه لم يرسل إليه، وفي هذا من الكفر ما فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>