للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وقال ابنُ عَدِيٍّ: "إنَّما عابوا عليه كثرةَ رواياتِهِ عن شهرٍ. وشهرٌ ضعيفٌ".

* وقد خالَفَة عبد الله بنُ عبد الرِّحمن بنِ أبي حُسينٍ، فرواه عن شَهر بن حَوشَبٍ، قال: إنَّ نَفرًا من اليهُود جاؤوا رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. . . وساقَهُ. فسَقَط ذِكرُ: ابنِ عبَّاسٍ.

* أخرَجَهُ ابنُ إسحاق في "سيرَة ابنِ هشامٍ" (٢/ ١٩١ - ١٩٢)، ومن طريقه ابنُ جَريرٍ (١٦٠٦) قال: حدَّثَني عبد الله بنُ عبد الرَّحمن بهذا الإسناد.

* وعبد الله بنُ عبد الرَّحمن ثقةٌ، وثَّقَهُ أحمدُ، والنَّسائِيُّ، وأبو زُرعَةَ، والعِجلِيُّ، وابنُ سعدٍ، وابنُ حِبَّانَ. وقال أبو حاتِمٍ: "صالِحٌ"، وقال ابنُ عبد البَرِّ: "ثقةٌ عند الجميع، فقيةٌ عالِمٌ بالمَنَاسِك". فروايتُهُ تترجَّحُ على رواية ابن بَهرَامَ.

* ولعلَّ هذا الاختلافَ من شَهر بن حَوشَبٍ، فقد اختَلَف النُّقَّاد في شأنه اختلافًا كثيرًا، والذي يترجَّحُ لديَّ من حالة: قبُولُ حديثهِ في حال المُتابَعة، وإن تابَعَهُ مِثلُهُ، بشرط عدم وُجود المُخالِف الأقوَى. والله أعلم.

* وصحَّح الشَيخُ أبو الأشبال أحمدُ شاكر روايةَ شهر بن حَوشَبٍ؛ لأنَّ هذا عنده ثقةٌ، وقال في تعليقه على "تفسير الطَّبَرِيِّ" (٢/ ٣٢١): "ومَن تكلَّم فيه فلا حُجَّةَ له"!! وهي كلمةٌ دارجةٌ على لسان الشَّيخ في سائر الرُّواة المُتكلَّم فيهم، فيَرُدُّ قول الجارِحين مع كَثرَتِهم وجَلالَتِهم بمثل هذه الكَلِمة المُجمَلة، التي لا تكلِّف قائِلَها شيئًا، ولسنا نُوافِقُ على إطلاقِها في حقِّ الأئمَّة الكبار؛ فما كانُوا يتكلَّمُون بالجُزاف، وهُم أدرَى بمَروِيَّات الرَّاوِي الذي تكلَّمُوا فيه من كثيرٍ ممَّن جاء بعدَهُم. والمَشهُور عند المُحقِّقين مِن أهل عَصرِنا تساهُلُ الشَّيخ أبي الأشبال في كلامه على الرُّواة، مع جلالة الشَّيخ وتقدُّمِه. رحمه الله.

* الفتاوى الحديثية / ج ٢/ رقم١٦٣/ ربيع أول/ ١٤١٩

<<  <  ج: ص:  >  >>