للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالشرع، وإلا فأنا ما سألتك القضاء، فإن شئت فأبصر غيري.

* قال أبو شامة: ابنه العماد هو الذي ألحَّ عليه حتى تولي القضاء. وحدثني ابنه قال: جاء إليه ابن عُنَين، فقال: السلطانُ يُسلّمُ عليك ويُوصي بفلان، فإن له محاكمة. فغضب وقال: الشّرع ما يكون فيه وصية.

* قال المنذري: سمعتُ منه وكان مَهيبًا، حسن السمت، مجلسُهُ مجلس وقار وسكنة، يُبالغ في الإنصات إلى من يقرأ عليه.

* توفي في رابع ذي الحجة سنة أربع عشرة وستمائة، وهو في خمس وتسعين سنة.

* حسن السيرة، كبير القدر. رحلَ إلى حلب، وتفقه بها على المحدث الفقيه أبي الحسن المُرادي، وولي القضاء بدمشق، نيابة عن أبي سعد بن أبي عصرون، ثم إنه ولي قضاء القُضاة استقلالًا في سنة اثنتي عشرة وستمائة.

* قال ابن نقطة: هو أسند شيخ لقينا من أهل دمشق، حسن الإنصات صحيح السماع.

* وقال أبو شامة: دخل به أبوه من حَرَستا، فنزل بباب توما يؤم بمسجد الزَّينبيّ، ثم أمَّ فيه ابنه جمال الدين، ثم انتقل جمال الدين فسكن بداره بالحُوَيرة، وكان يُلازم الجماعة بمقصورة الخَضر، ويحدِّث هناك، ويجتمع [عليه] خلقٌ، مع حسنَ سمته، وسُكونه، وهَيبته.

* حدثني الشيخُ عزُّ الدين بن عبد السلام أنه لم ير أفقه منه، وعليه كان ابتداء اشتغاله، ثم صحب فخر الدين ابن عساكر، فسألته عنهما فرجّح ابن الحَرَستانيّ، وكان حفظ "الوسيط" للغزاليّ.

* ثم قال أبو شامة: ولما ولي محيي الدين القضاء لم ينسب ابن الحرستاني عنه، وبقي إلى أن ولاه العادل القضاء، وعزل الطاهر، وأخذ منه العَزِيزية، والتَّقَويَّة، فأعطى العزيزية ابنَ الحرستاني مع القضاء، وأقبل عليه العادل، وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>