للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راوٍ من آخر بالتاريخ, كما فعل الحافظُ في الفتح ١/ ٣٦٩ وهو يناقش قولَ من قال: أبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من عَمرو بن العاص، فقال: سماع أبي سلمة من عَمرو ممكنٌ فإنه مات بالمدينة سنة ستين، وأبو سلمة مدنيٌّ، ولم يوصف بالتدليس، قد سمع من خلقٍ، ماتوا قبل عَمرو، وقد روى بكير بنُ الأشج عن أبي سلمة أنه أرسل جعفر بن عَمرو بن أمية إلى أبيه، يسأله عن هذا الحديث، فرجع، فأخبره به، فلا مانع أن يكون أبو سلمة اجتمع بعَمرو بعدُ، فسمع منه. ويقويه توفُّر دواعيهم على الاجتماع في المسجد النبوي. انتهى.

* ولعل مستند الدارقطني في إنكاره سماع ابن بريدة من عائشة ما أخرجه البيهقيّ في المعرفة ١٠/ ٤٨ من طريق أحمد بن عبيد الصفَّار، قال: حدثنا ابنُ أبي قماش: ثنا أبو ظفر عبد السلام بن مطهّر، عن جعفر بن سليمان، عن كهمس، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن عائشة به.

*فأثبت أبو ظفر واسطة بين عبد الله بن بريدة وعائشة رضي الله عنها. . .

*وابنُ أبي قماش خالفه أحمد بنُ منصور الرمادي وتمتام فروياه عن أبي ظفر دون ذكر "يحيى بن يعمر" ولا شك في تقديم رواية الرمادي. .

*فرواية ابن أبي قماش شاذة لا يعوّل عليها.

* وقد رأيت من تصرف علمائنا المتقدمين أنهم قد يحكمون بالانقطاع بين راوٍ وآخر لمجرد وجود واسطة بينهما.

*وقد قلتُ مرارًا في ثنايا هذا الكتاب: إنها ينبغي أن تكون أمارة، لا دليلًا مستقلًا فإذا ترجح لديك شذوذ أو نكارة الرواية التي ذكرت فيها الواسطة، فلا ينبغي أن تعول عليها والله تعالى أعلم. تنبيه ١٠/ رقم ٢١٤٠

[بحث سماع عبد الله بن بريدة من عائشة، رضي الله عنها، من كتاب الانشراح]

*وزعم الدارقطني وتبعه البيهقيّ أن ابنَ بريدة لم يسمع من عائشة، فتعقب

<<  <  ج: ص:  >  >>