للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شيئا واحدا، وكان يتعدى الفاعل إلى المفعول، فإنما يجيء مستقبله على [معنى] انضمام العين، نحو: قده يقده، وشده يشده.

وجاء هذا على "يَحِبُّه" بكسر العين. فكأنها لغة قياسها فاسد. وقد حكي له نظير، قالوا: عله يعله ويعله، بالضم والكسر. ولم يجئ في هذا "يَحُبُّه"، ولكنه وافقه من باب الكسر، والكسر في "يَعِلُّه" شذوذ.

يعقوب: ويقال: ومقته فأنا أمقه مقة، وأنا وامق وهو موموق، وودته فأنا أوده، ودا ومودة، وهم ودي، وهم أودي وأودائي. قال النابغة:

إنِّي كأنِّي لَدَى النُّعمانِ، خَبَّرَهُ بَعضُ الأَوُدِّ حَدِيثًا، غَيرَ مَكذُوبِ

وكذلك تقول: وددت لو تفعل ذلك، ودا وودادة وودادا. وأنشد الفراء:

وَدِدْتُ وَدادةً لَو أنَّ حَظِّي، مِنَ الخُلّانِ، ألّا تَصرِمِينِي

وقال الشاعر:

تَمَنَّى أن يُلاقِيَنِي قِيَيْسٌ وَدِدتُ، وأينَما مِنِّي وِدادِي؟

قال أبو العباس: ويجوز فتح الواو من "ودادي".

ويقال: صادقت الرجل مصادقة، وخاللته مخالة وخلالا، وبيني وبينه خلة وخل وخلالة. ويقال: هو خلتي، وهو خليلي. قال الشاعر:

ويُخبِرُهُم مَكانَ النُّونِ مِنِّي وما أُعطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ

ويروى: "وتخبرهم" بالتاء. والنون: سيف. وعرق الخلال أي: لم يعرق لي به عن مودة، إنما أخذته منه غصبا. وأنشد أبو العباس في أن الخلة هو الخليل، سمي بالمصدر:

ألا أبلِغا خُلّتِي، جابِرًا، بأنَّ خَلِيلَكَ لَم يُقتَلِ

<<  <   >  >>