للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن إسحاق الأنصارى, قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدَّورقى قال: سمعتُ محمد بن نوح يُحدِّث عن المسعودى قاضى بَغداد, قال: سمعتُ هارون الرشيد, يقول: بَلغنى أن بشر بن غِياث يقول: القُرآن مخلوق, وللهِ علىّ لئن أظفرنى به لأقتلنه قِتلة ما قَتلتُها أحدًا.

قال أحمد: فكان بشرٌ متواريًا أيامَ هارون نحوًا من عِشرين سَنة حتى ماتَ هارون, فظهر ودَعا إلى الضَّلالة, وكانَ من المِحنة ما كان.

قلت: فلما تُوفى الرشيدُ كان الأمر كذلك فى زمن الأمين, فلما ولى المأمون خالَطه قومٌ من المعتزلة فحسَّنوا له القولَ بخلق القرآن, وكان يتردّد فى حمل الناسِ على ذلك, ويراقب بقايا الأشياخ, ثم قَوى عزمه على ذلك فحَمل الناس عليه.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز, قال: أخبرنا أحمد بن على بن ثابت, قال: أخبرنا القاضى أبو بكر أحمد بن الحسن الحِيرى, وأبو سَعيد محمد بن موسى الصَّيرفى, قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يَعقوب الأصم, قال: حدثنا يحيى بن أبى طالب, قال: أخبرنى الحسن بن شاذان الواسطى, قال: حدثنى ابن عَرْعَرة, قال: حدثنى ابن أكثم, قال: قال لنا المأمون: لولا مَكان يَزيد بن هارون, لأظهرتُ أن القرآن مَخلوق. فقال بعضُ جُلساته: يا أمير المؤمنين, ومَن يَزيد حتى يكون يُتَّقى؟ قال: فقال: وَيحك! إنى أخاف إن أظهرته فيردّ علىّ, فيختلف الناس وتَكون فِتنة, وأنا أكره الفِتنة, قال: فقال الرجل: فأنا أخبُرُ ذلك منه, فقال له: نعم. فخرج إلى واسط, فجاء إلى يزيد, فدخل عليه المسجد وجلس إليه, فقال له: يا أبا خالد, إن أمير

<<  <   >  >>