للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَعزم عليها، فأخذ على الذي عَزَم عليه أن لا يعرضَ لها، فمكثَ نحواً من ستة اشهر، ثم جاءني أبوها فقال: قد عادَ إليها، قال: قلتُ: فاذهب إلى العَزّام، فذهب غليه فَعزم عليه فكلَّمه الجِنّي، فقال: ويلك! أليس قد أخذتُ عليك أن لا تقربها؟ قال: فقال: إنه وردَ علينا موتُ أحمد بن حنبل، فلم يبقَ أحد من صالحي الجن إلا حَضره، إلا المرَدَة فإني تَخلَّفتُ معهم.

أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر، قال: أنبأنا عبد العزيز بن جعفر، قال: أخبرنا أحمد ابن محمد الخلال، قال: حدثني أحمد بن محمد بن محمود، قال: كنتُ في البحر مُقبلاً من ناحية السِّند، فقمتُ في الليل فإذا هاتفٌ من ناحية البحر يقول: ماتَ العبدُ الصالح أحمد بن حنبل، فقلتُ لبعض من كان معنا: مَن هذا؟ فقال: هذا من صالِحي الجِنّ، وماتَ أحمد تلك الليلة. وبَلغني عن أبي زُرْعة، أنه قال كان يُقال عندنا بخُراسان، إنَّ الجنَّ نَعت أحمد بن حنبل قبل مَوته بأربعين صباحاً، وبَلغني عن صالح بن أحمد بن حنبل، قال: كان أهلنا يذرون أنهم كانوا يَسمعون رنَّة لا تُشبه رنَّة الإنس من دارِ أبي عبد الله إذا هدأت العُيون بعدَ وفاته بأربعين صباحاً.

<<  <   >  >>