للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكَذَّانُ: حِجَارَةٌ رِخْوَةٌ، كأنها المَدَرُ، يَحْسِبُها النَّاظِرُ إليها نَخِرَةً، واحدتُها كَذَّانَة. والفِهْرُ: كُلُّ حَجَرٍ مُحَدَّد.

فإذا أتَى مِنًى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ، وإنَّما سُمِّيَتْ مِنًى مِن قَوْلِك: مَنَى اللهُ الشيءَ: إذا قَدَّرَه، فسُمِّيَ مِنًى لِمَا قَدَّرَ اللهُ فيه مِن أن جَعَلَه مَشْعَرًا مِن مَشَاعِرَ.

وسُمِّيَت الجَمْرَةُ جَمْرَةً لاِجْتِماعِ الذي فيها مِن الْحَصَا، يُقال: اسْتَجْمَرُوا: إذا تَجَمَّعُوا.

وأمَّا التَّرْوِيَةُ، فيُقال: إنَّما سُمِّيَ بذلك، لأنَّهم كانوا يَرْتَوُون فيه مِن الماءِ لِمَا بَعْدُ.

وأمَّا الْإفَاضَةُ مِن عَرَفَاتَ، فَمِنْ: أفاضَ: إذا دَفَعَ وأوْضَعَ في مَسِيرِه، أي: جَدَّ. رَوَى النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، عن شُعْبَةَ، عن إسماعيلَ بنِ رَجاءٍ، عن المَعْرُورِ بنِ سُوَيْدٍ، قال: رأيتُ عُمَرَ، رضيَ اللهُ عنه، أفاضَ، فقال: يا أيُّها الناسُ أَوْضِعُوا، إنَّا وَجَدْنا الْإفاضةَ الْإيضَاعَ.

وأمَّا مَشَاعِرُ الحجِّ، فإنَّها هي المعالمُ مُتَعَبَّداتُ الحجِّ، وشَعائِرُ الحجِّ: أعْلامُه، واحدتُها: شَعِيرَةٌ وشَعارةٌ، وهو أحْسَنُ، والشَّعائِرُ: كلُّ ما كانَ مِن مَوْقِفٍ، أوْ مَشْعَرٍ، أوْ مَذْبَحٍ، وإنَّما قِيل: شَعائِرُ لكلِّ عَلَمٍ ممَّا يُتَعَبَّدُ به، لأنَّ قوْلَهم: شَعَرْتُ به، أي: عَلِمْتُه، فلهذا سُمِّيَتْ أعْلامُ الحجِّ شَعائِرَ.

<<  <   >  >>