للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تناول قولي: منفية، المنهي عنه، لأنه منفي في المعنى، والمنفي بليس، فالمنهي عنه كقول الشاعر:

صاحِ شَمِّر ولا تزلْ ذاكر المو ... ت فنِسْيانُه ضلالٌ مُبين

والمنفي بليس كقول الشاعر:

ليس ينفكُّ ذا غِنًى واعتزازِ ... كلُّ ذي عِفَّةٍ مُقَلٍّ قَنُوع

وقيدت "زال" بكون مضارعها يزال، احترازا من زال بمعنى تحول، فمضارعه يزول، وهو فعل لازم، احترازا من زال الشيء بمعنى عزله، فمضارعه يزيل.

وقيد: وَنى ورام، الملحقتان بهن بمرادفتهما لهن، احترازا من ونى بمعنى فتر، ومن رام بمعنى حاول، وبمعنى تحوّل، ومضارع التي بمعنى حاول يروم، ومضارع التي بمعنى تحول يريم، وهكذا مضارع المرادفة زال، وهي وونى بمعنى زال غريبتان، ولا يكاد النحويون يعرفونهما، إلا من عُنِيَ باستقراء الغريب. ومن شواهد استعمالها قول الشاعر:

لايَني الخِبُّ شِيمةَ الخَبِّ ما دا ... م فلا تحسبنَّه ذا ارعواءِ

وقال آخر في إعمال يريم العمل المشار إليه:

إذا رُمتَ ممن لا يَريم متيما ... سُلُوًّا فقد أبْعدتَ في رَوْمِك المرمي

وأشرت بقولي فيهما وفي أخواتهما: "منفية بثابت متصل غالباً" إلى أن نافيهما قد يحذف، كقوله تعالى: (تَفْتَأ تذكر يوسف) أي لا تزال تذكر يوسف. ومن حذف لا فيهما قول الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>