للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٨] إِبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري أبو إسحاق المدني أخو حُميْد وأبي سلمة ابني عبد الرحمن:

قال في "الأنوار الكاشفة" (ص ٥٥): "في سماعه من عمر خلاف، والظاهر أنه لا يثبت" (١). اهـ.


(١) قد كنت صنعت هاهنا بحثًا في النظر في هذا الخلاف الذي أشار إليه المعلمي، وفيما قيل أيضًا أن إبراهيم قد ولد في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره بعض من صنف في الصحابة في مصنفاتهم، وهم: أبو نعيم، وأبو إسحاق بن الأمين، لكني وجدت البحث يربو على عشر ورقات، فخشيت إثقال هذا الموضع به، إلا أني لم أرد إخلاء هذا المقام من الإشارة إلى أطراف هذا البحث لتميم الفائدة، فأقول وبالله التوفيق:
أولًا: ذِكْرُ من أثبت لإبراهيم السماع من عمر أو أشار إليه.
١ - قال عبد الله بن أحمد: أَمْلَى عليّ أبي فقال: هذه تسمية من روى عن عمر بن الخطاب: .. ، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وحميد -يعني: بن عبد الرحمن بن عوف- روى عن عمر، فلا أدري سمع منه أم لا؟ وقال ابن أبي ذئب عن الزهري، عن حميد: رأيت عمر. وإبراهيم بن عبد الرحمن لا شك فيه سمع من عمر. "العلل ومعرفة الرجال" (١ / رقم ٤٦٤).
٢ - قال يعقوب بن شيبة: روى إبراهيم عن عمر بن الخطاب سماعًا ورواية، ويقال: إنه لم يكن أحد من ولد عبد الرحمن بن عوف يروي عن عمر سماعًا غيره، وقد روى عن أبيه، وعثمان، وعلي، وسعد بن أبي وقاص، وعمرو بن العاص، وأبي بكرة، وكان ثقة" "تاريخ دمشق" (٢ / ق ٤٦١ - الظاهرية).
وقد سبقه إلى هذا القول بلفظه: الواقدي أيضًا، كما في "طبقات ابن سعد" (٥/ ٥٦) والظاهر أن يعقوب قد عَنَاه بقوله: ويقال .. ونسب الحافظ ابن حجر في "التهذيب" مثل هذا إلى الطبرى.
٣ - قال الحافظ ابن حجر في الاستدلال على إثبات السماع: "روى ابن أبي ذئب عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: رأيت بيت رويشد الثقفي حين حرقه عمر، كان حانوتًا للشراب، فرأيته كأنه جمرة" "تهذيب التهذيب" (١/ ١٤٠).
قلت: هذا يُثْبت الإدراك فقط، وقد يَرَى الصبي مِثْلَ هذا فيحفظه، ويعلق بذهنه، وليس في هذا ما يدل على صحة السماع -وهو محل الخلاف-، ولهذا نظائر معروفة، منها ما ثبت أن محمود بن الربيع عقل مَجَّةً مَجَّهَا النبي -صلى الله عليه وسلم- في وجهه من دلو من بئر كانت في دارهم، وهو ابن أربع سنين أو خمس سنين. قال البخاري: أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- "تاريخه الكبير" (٧ / الترجمة ١٧٦١) وقال أبو حاتم الرازي: أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو صبي، ليست له صحبة، وله رؤية: "الجرح والتعديل" (٨ / الترجمة ١٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>