للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: أخرج أولًا معناه (١) مطولًا من طريق أبي إدريس عن حذيفة، ومن طريق أبي وائل (٢) عن حذيفة، ثم ذكره؛ فهو متابعة. والحديث مشهور عن حذيفة، فإن صح قول مسلم في عدم العلم بلقاء عبد الله بن يزيد لـ "حذيفة"، فالجواب أنه لما لم يكن له عنه إلا حديث واحد، والحديث مشهور من غير طريقه عن حذيفة، لم يَحْتَجْ أهل العلم إلى الكلام فيه، بل رووا الحديث على أنه متابعة، فهو مقبول في مثل ذلك، وإن كان محكومًا عليه بالانقطاع (٣).

وأما حديثه عن أبي مسعود ففي شرح النووي أنه حديث "نفقة الرجل على أهله".

أقول: والحديث في "الصحيحين" (٤) من طرق، وفي رواية للبخاري (٥): " ... عن عبد الله بن يزيد أنه سمع أبا مسعود ... " فقد ثبت اللقاء والسماع لهذا الحديث نفسه (٦). راجع "الفتح" (٩/ ٤٠١).

قال الفقير إلى الله تعالي:

أجاب ابن رُشيد عن الاستدلال بهذين الحديثين بجوابين:

الأول عام: وهو أن عبد الله بن يزيد الأنصاري له صحبة، وقد رأى النبى -صلى الله عليه وسلم- كما قال مسلم، وذكره في الكوفيين من الصحابة في كتاب "الطبقات".

... والصحابة رضوان عليهم عدول بأجمعهم، بإجماع أهل السنة على ذلك، فلو قدَّرْنا إرسالَ بعض الصحابة عن بعض لم يضرنا ذلك شيئًا، ولم يكن قادحًا،


(١) (٢٨٩١) (٢٢).
(٢) (٢٨٩١) (٢٣).
(٣) قال ابن رشيد: "ليس فيه ذكر سماع، ولا نعلم الآن من ذكر فيه سماعًا". اهـ.
(٤) البخاري (٥٥) (٥٣٥١)، ومسلم (١٠٠٢).
(٥) (٤٠٠٦).
(٦) كذلك قال ابن رشيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>