للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال المعلمي: "من كثر حديثه لابد أن تكون عنده غرائب، وليس ذلك بموجب للضعف، وإنما الذي يضر أن تكون تلك الغرائب منكرة, وأبو الشيخ وأبو نعيم التزما في كتابيهما النص على الغرائب، حتى قال أبو الشيخ في ترجمة الحافظ الجليل أبي مسعود أحمد بن الفرات (١): "وغرائب حديثه وما ينفرد به كثير".

والغرائب التي كانت عند [سلْم] ليست بمنكرة كما يعلم من قول أبي الشيخ: "كان شيخًا صدوقًا صاحب كتاب".

وقال المعلمي في ترجمة [سلْم] من "التنكيل" رقم (٩٥): "وصاحب الكتاب يكفيه كونُه في نفسه صدوقًا، وكون كتابه صحيحًا" (٢).

[٣١٣] سلمة بن الفضل الأبرش مولى الأنصار أبو عبد الله الأزرق الرازي قاضي الرّيّ:

قال: حدثني ابن إسحاق، وعنه محمد بن حميد الرازي.

"الفوائد" (ص ٤٥٨) "محمد بن حميد مُتّهم، وسلمة كثير الخطأ يأتي بمناكير، وابن إسحاق مدلس ولم يصرح بالسماع (٣) ".

- سليم بن منصور بن عمار أبو الحسن عن أبيه.

انظر ترجمة والده منصور.


(١) "الطبقات" (٢/ ٢٥٧).
(٢) يعني أن ذلك يكفي عن التصريح بتوثيقه وحفظه.
(٣) قد يقال: سلمة على ضَعْفه ووَهَنِه, فقد ثَبَّتُوه في ابن إسحاق، قال الحسين بن الحسن الرازي عن يحيى بن معين: ثقة كتبنا عنه, كان كَيِّسًا، مغازيه أتمُّ، ليس في الكتب أتم من كتابه.
وقال علي بن الحسن الهسنجاني عن ابن معين: سمعت جريرًا يقول: ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل "الجرح" (٤ / ت ٧٣٩).
أقول: لكن هذا في المغازي خاصَّة -كما في رواية الحسين، وأمَّا حديث "الفوائد": "إن لله ديكا عنقه منطوية تحت العرش .. " فلا علاقة له بالمغازي، وعلى كل حال فالحديث لا يصح عنه لحالِ محمد بن حميد الرازي. والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>