للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسماع الشعبي منه غير متحقق (١)، وقد جزم أبن حزم فى "الإحكام" (٢): (١٣٨) بأنه لم يلقه، وردّ هذا الخبر وبالغ كعادته .. وكذلك ردّه ابن عبد البر في كتاب "العلم" (٢: ١٢١ - ١٢٣).

والشعبي لم يُذْكر في "طبقات المدلسِين"، لكن ذكر أبو حاتم في ترجمة سليمان بن قيس اليشكري أن أكثر ما يرويه الشعبي عن جابر إنما أخذه الشعبي من صحيفة سليمان بن قيسيه اليشكوي عن جابر، وهذا تدليس". اهـ.

وقال الشيخ في "التنكيل" (٢/ ١٤٤): "الشعبي جيد المرسل، قال العجلي: "لا يكاد الشعبي يوسل إلا صحيحًا". وقال الآجري عن أبي داود: "مرسل الشعبي أحب إلي ما مرسل النخعي". اهـ.

[[٣٦٩] عائد بن نسير العجلي يعد في الكوفيين]

"الفوائد" (ص ١١٠): "قال يحيى بن معين مرّة: ضمعيف، ومرّة: ليس به بأس ولكنه روى أحاديث مناكير".

وهذا يحتمل وجهين:

الأول: أنه كان صالحا في نفسه، ولكنه مغفل يقع منه الكذب بدون تعمد.

الثاني: أنه كان يدلس ما سمعه من الهلكى.


(١) اختلف في يمنة وفاة الشعبي ومبلغ سنِّه، والمتحصل من أكثر الأقوال أن ميلاده كان سنة (٢٢) أو (٢٤) أو بعد ذلك.
وقد قال المزي: "ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب على المشهور، فيكون مولده سنة (١٩) لكن النظر في أقوال أهل العلم في سنة وفاته وسنّه لا يساعد على ذلك فالله أعلم.
وعلى القول الأكثر أن قرظة قد صل عليه عليّ، وكان قد شهد معه صِفِّين، وكانت صِفِّين سنة (٣٧)، وقتل علي -رضي الله عنه- سنة (٤٠) فتكون وفاة قرظة بين هذين التاريخين. فإدراكه للشعبي حينئذٍ إدراك غير بَيِّن مع الخلاف في المتحصل من سنة ميلاد الشعبي، وأما على القول الآخر فتكون وفاة قرظة في عُشر الخمسين كما قال الحافظ ابن حجر، وذلك بعد الأربعين بقليل، وعلى كل حال فالفرق بين القولين لا يعدو (٤) أو (٥) سنين على الأكثر، والشعبي كثير الإرسال والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>