للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البحث والتحقيق والنظر، لا يشغله عن ذلك شاغل، بل ارتضى أن يكون "أمينًا" لمكتبة الحرم المكي، من أجل المكث بين الكتب والمخطوطات، ينهل منها إلى آخر نفسٍ في عمره.

[ث - المحافظة على الوقت]

قال العلّامة محمد بهجة البيطار (١): " .. ولم يتفق لي أن دخلت المكتبة بمكة المكرمة مرّةً إِلَّا ورأيته محافظًا على الوقت، مُكبًا على العلم -رحمه الله تعالى-:

هكذا هكذا وإِلَّا فلا ... طرق الجد غير طرق المحال"

وقد كان الشيخ يتحلى بصفاتٍ نبيلةٍ، تتجلى بوضوح عند مطالعة كتبه، منها: الحلم وسعة الصدر وعدم مقابلة الذم والشتم بمثله (٢).

ومنها: امتلاك النفس عند الغضب للحق، وعدم مجاراة الجاهل في جهله (٣).

ومنها: سلوك سبيل المجاملة والمسامحة وعدم بسط اللسان في ثلب المفتري؛ اكتفاءً بإظهار الحق (٤).

ومنها: عفة لسانه وصون قلمه عن تتبع الهفوات وذكر الفظائع والمنكرات؛ صونًا لحرمات المسلمين (٥).

ومنها: الميل إلى الإنصاف وتحري الصواب، حتى ولو كان في ذاك الصواب تقوية لمنطق المخالف (٦).


(١) "مجلة المجمع العلمي العربي" (٤٢: ٥٧٤) [عن مقدمة الزيادي ص ٦٦].
(٢) انظر مثلًا: "التنكيل" (١/ ١٧).
(٣) انظر: "التنكيل" (١/ ٣٦٥، ٢٥٨).
(٤) انظر: "التنكيل" (١/ ٤٣٨).
(٥) انظر: "التنكيل" (١/ ١١٤، ١٤٢).
(٦) انظر: "التنكيل" (١/ ٣٤٨، ٣٨٣)، و"الأنوار" (ص ١٥٧، ١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>