للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: بل الصواب تتبع أحاديثه، فإن وجد الأمر كما قال ابن حبان ترجح قوله، وبان أن هذا الرجل تغيرت حاله بعد أن لقيه الرازيان، وإلا فكونه صدوقًا لا يدفع عنه الوهم، وقد تفرد بهذا. اهـ.

[[٦٠٨] القاسم بن حبيب التمار الكوفي]

"التنكيل" رقم (١٧٨) أخرج له الترمذي حديثًا في ذمِّ القدرية والمرجئة (١)، مقرونًا بعلي بن نزار بن حيان، كلاهما عن نزار بن حيان عن عكرمة به. ووثقه ابن حبان، وقال ابن أبي حاتم: ذكر أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: "القاسم بن حبيب الذي يحدث عن نزار بن حيان لا شيء".

قال الشيخ المعلمي: كلمة ابن معين تحتمل أوجهًا.

الأول: أن يكون قوله: "الذي .. " قصد به تمييز هذا الرجل عن آخر يقال له: القاسم ابن حبيب أيضًا. وهذا بعيد لأننا لا نعرف آخر يقال له: "القاسم بن حبيب".

الثاني: أن يكون أراد بقوله: "الذي" الحديث، كأنه قال: "حديثه الذي يحدث به .. " وهذا كأن فيه بعدًا عن الظاهر.

الثالث: أن يكون ذلك إيحاء (٢) إلى العلة كأنه قال: "لا شيء لأجل حديثه الذي حدث به عن نزار".

وأيًّا ما كان فالمدار على ذاك الحديث، فإذا تبين أن القاسم بريء من عهدته، أو معذور فيه، تبين أنه لا مطعن فيه؛ فإنه يروي عن جماعة منهم عكرمة، ومحمد بن كعب القرظي، وسلمة بن كهيل وغيرهم، ولم ينكر عليه خبر واحد إلا ذاك الخبر الذي رواه عن نزار، وحينئذٍ يصفو له توثيق ابن حبان. اهـ.


(١) رقم (٢١٤٩).
(٢) هكذا في "التنكيل" ولَعلَّ الصواب: "إيماء" بالميم، والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>