للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واتفاق القصة لكل من الرجلين: "محمد بن الزبير"، و"محمد بن مسلم بن الزبير" ليس بممتنع، لكن تقارب الاسمين يقرب احتمال الخطأ، والله أعلم". اهـ.

[[٧٠٣] محمد بن مسلم بن سوسن الطائفي]

"التنكيل" (٢/ ١٦٨): "استشهد به صاحبا "لصحيح"، ووثقه ابن معين وأبو داود والعجلي ويعقوب بن سفيان وغيرهم. وقال ابن معين مرّة: "ثقة لا بأس به وابن عيينة أثبت منه، وكان إذا حدث من حفظه يخطىء وإذا حدث من كتابه فليس به بأس، وابن عيينة أوثق منه في عمرو بن دينار، ومحمد بن مسلم أحب بلى من داود العطار في عمر". وداود العطار هذا هو داود بن عبد الرحمن ثقة متفق عليه وثقه ابن معين وغيره.

وقال عبد الرزاق: "ما كان أعجب محمد بن مسلم إلى الثوري، وقال البخاري عن ابن مهدي: "كتبه صحاح" (١). وقال ابن عدي: "لم أر له حديثا منكرًا".

وضعّفهُ أحمد (٢)، ولم يبين وجه ذلك، فهو محمول على أنه يخطىء فيما يحدث به من حفظه.

فأما قول الميموني: "ضعفه أحمد علي كل حال من كتاب وغير كتاب" (٣)، فهذا ظن الميموني، سمع أحمد يطلق التضعيف فحمل ذلك على ظاهره, وقد دل كلام غيره من الأئمة على التفصيل". اهـ.


(١) هذا الوصف يشير إلى ضعفٍ في الحفظ، فما حدَّث من كتابه فهو أصح.
(٢) من رواية ابنه عبد الله عنه: "العلل ومعرفة الرجال" (١/ ٣٢، ٢٧٠).
(٣) هكذا نقله المعلمي من "تهذيب التهذيب" (٩/ ٤٤٥) ولفظه كما رواه العقيلي في "الضعفاء" (٤/ ١٣٤) قال الميموني: سمعت أحمد بن محمد بن حنبل يقول: "إذا حدَّث محمد بن مسلم من غير كتاب يعني أخطأ، قلت: الطائفي؟ قال: نعم، ثم ضعفه على كل حال من كتاب وغير كتاب فرأيته عنده ضعيفًا". اهـ.
وهذا واضح في أن الميموني قد اطَّلع من أحمد على حَالَيْن بشأن محمد بن مسلم، وأن الأمر ليس ظنًا ولا تخمينًا، ويؤيده رواية عبد الله عن أبيه إطلاق الضعف على محمد، ولا يُلزمُ أحمدُ برأي غيره من الأئمة ولهذا نظائر مستفيضة في تباين أنظار الأئمة في رواة الحديث، والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>