للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((باسايه ترانمي بسندم))

((حتى ظلك فإني أغار عليه))

وما كانت تتوقف هذه المنافسة بينهما حتى في السفر، وإلى هذا يشير حديث عائشة الآتي:

((إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعة لعائشة وحفصة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث، فقالت حفصة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك، تنظرين وأنظر؟ فقالت: بلى، فركبت، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جمل عائشة وعليه حفصة، فسلم عليها، ثم سار حتى نزلوا، وافتقدته عائشة، فلما نزلوا جعلت رجلها بين الإذخر وتقول: يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني، رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئا)) (١).

٤ - أما أم سلمة (ض): فكانت هي التي امتازت بصفات عالية من العقل وقوة الإدراك وملكة في الفهم وبعد في النظر بين أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد عائشة (ض)، ومشورتها التاريخية التي أشارت بها على النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية بخصوص (٢) نحر الهدي لتستحق أن تسجل بأحرف من الذهب،


(١) انظر صحيح البخاري كتاب النكاح حديث رقم ٥٢١١، وصحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة رقم ٢٤٤٥.
(٢) وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من كتابة المعاهدة أمر أصحابه بالنحر والحلق، قال ذلك ثلاث مرات، فلم يقم منهم أحد، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أم سلمة (ض) وهو شديد الغضب، فقالت: ما لك يا رسول الله؟ مرارا وهو لا يجيبها، ثم ذكر لها ما لقي من الناس وقال لها: ((هلك المسلمون، أمرتهم أن ينحروا ويحلقوا فلم يفعلوا، وفي لفظ قال: عجبا يا أم سلمة، ألا ترين إلى الناس آمرهم بالأمر فلا يفعلونه، قلت لهم انحروا واحلقوا ... ثم أشارت عليه - صلى الله عليه وسلم - أن يخرج ولا يكلم أحدا منهم، وينحر بدنه ويحلق رأسه، ففعل، فلما رأى الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نحر وتحلق، تواثبوا ينحرون ويحلقون)).
انظر تفاصيل الروايات والأحاديث الواردة في الموضوع: صحيح ابن حبان ١١/ ٢٢٥ برقم ٤٨٧٢، سنن البيهقي الكبرى ٥/ ٢١٥ برقم ٩٨٥٦، مصنف ابن أبي شيبة ٧/
٣٨٣ برقم ٣٦٨٤٠، مصنف عبد الرزاق ٥/ ٣٤٠، مسند الإمام أحمد ٤/ ٣٢٥، المعجم الكبير للطبراني ٢٠/ ١٤ برقم ١٣.

<<  <   >  >>