للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - لأن هذه جملة شرطية حذف جزاؤها، والجزاء المحذوف في تقديري كلمة ((فلا بأس)) لا كما قدره المفسرون وهو ((فهو واجب)) والملمون بقواعد اللغة العربية يعرفون تمام المعرفة أنه إذا حذف الجزاء بعد ((إن)) الشرطية، وذكرت علة الجزاء بـ ((فقد)) فيكون الجزاء المقدر دائما هو كلمة ((لا بأس)) أو ((لا حرج)) أو ((لا ضير)) أو ((فهو هين)) وقد ورد في شعر العرب، وفي القرآن الكريم نفسه أمثلة كثيرة من ذلك (١).

٢ - ولا يصح أن تترجم كلمة ((صغت)) بـ ((زاغت)) لأن عائشة (ض) وبقية أمهات المؤمنين حاشاهن أن تزيغ قلوبهن أو تضل.

هذا ويوجد في اللغة الأردية مفهومان:

١ - الانحراف عن الشيء.

٢ - الميلان إلى الشيء.

أما في اللغة العربية فيعبر عن هذين المفهومين ثلاثة أنواع من الكلمات:

الأول: الذي يدل على المعنى الأول مثل: انحرف، زاغ، حاد. الثاني: الذي يدل على المعنى الثاني مثلا: زاغ؛ تاب، التفت، توجه.

الثالث: الذي يدل على المعنى الأول والثاني معا مثلا: مال، شغل، عدل، رجع.

فكلمة ((صغى)) استعملت للمعنى الثاني، إلا أن بعض المفسيرين قد أرادوا به المعنى الثالث، ومعظمهم استخدموه للمعنى الأول، وهذا من الأخطاء الأدبية الفادحة، التي لا تستند إلى أي دليل أو برهان في أساليب


(١) ومن تلك الأمثلة:
أ - قوله تعالى: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} [آل عمران: ١٨٤].
ب - {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [سورة التوبة: ٤٠].
ج - {إِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال: ٣٨].
د - {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام: ٨٩].

<<  <   >  >>