للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأزد، قالت: يا آل غسان حافظوا اليوم جلادكم الذي كنا نسمع به، وقالت لمن عن يمينها: من القوم؟ قالوا: بكر بن وائل، وأقبلت على كتيبة بين يديها

فقالت: من القوم؟ قالوا: بنو ناجية، ثم أطافت بها بنو ضبة، وكانت بنو الأزد ترتجز بهذه الأبيات:

يا أمنا يا خير أم نعلم ... أما ترين كم شجاع يكلم

وتختلى هامته والمعصم

[عقر جمل عائشة (ض) لإيقاف المعركة]

وأدرك علي (ض) أن القتال لن يتوقف حتى يعقر الجمل، فنادى: اعقروا الجمل، فإنه إن عقر تفرقوا، وكانت بنو ضبة محيطة بالجمل، لا يمر أحد من حواليه إلا قضوا عليه، وكانوا يحضضون قومهم، وقد تعاوروا الخطام ويرتجزون:

((نحن بنو ضبة لا نفر ... حتى نرى جماجم تخر

يخر منها العلق المحمر

يا أمنا يا عيش لا تراعي ... كل بنيك بطل شجاع

يا أمنا يا زوجة النبي ... يا زوجة المبارك المهدي

وكانوا أكثر ما يرتجزون به من الأبيات هي:

((نحن بنو ضبة أصحاب الجمل ... الموت أحلى عندنا من العسل

نحن بنو الموت إذا الموت نزل ... ننعى ابن عفان بأطراف الأسل

ردوا علينا شيخنا ثم بجل

وقد استبسلت بنو ضبة حول جمل السيدة عائشة (ض) فقاتلوهم، فقتل يومئذ سبعون رجلا، كلهم يأخذ بخطام الجمل، وحمل الأشتر فاعترضه عبد الله بن الزبير فاختلفا ضربتين، ضربه الأشتر فأمه وواثبه عبد الله فاعتنقه فخر به وجعل يقول:

اقتلوني ومالكا، وكان الناس لا يعرفونه بمالك، ولو قال والأشتر وكانت له ألف نفس ما نجا منها شيء.

ورأى رجل من بني ضبة أنه لو لم يعقر الجمل سيقضى على قبيلته، ولن

<<  <   >  >>