للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنما غاية ما فيه هو بيان تاريخي لواقعة لا أكثر ولا أقل.

وقد سألها عقبة بن صهبان الهنائي عن تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: ٣٢] فقالت له: يا بني كل هؤلاء في الجنة، فأما السابق إلى الخيرات فمن مضى على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحياة والرزق، وأما المقتصد فمن تبع وجاء من أصحابه حتى لحق به، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم (١).

وأتى عمار ومعه الأشتر إلى عائشة (ض) يستأذن عليها، قال: يا أمه، فقالت: لست لك بأم، قال: بلى وإن كرهت، قالت: من هذا معك؟ قال: هذا الأشتر، قالت: أنت الذي أردت قتل ابن أختي؟ قال: قد أردت قتله وأراد قتلي، قالت: أما لو قتلته ما أفلحت أبدا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاثة: رجل قتل فقتل، أو رجل زنى بعد ما أحصن، أو رجل ارتد بعد إسلامه) وفي رواية الطيالسي: ((قالت لعمار: أما أنت يا عمار فقد علمت ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل فيقتل)) (٢).

وفي هذا الحديث دليل صريح على أن عائشة (ض) لم يكن هدفها من وراء هذه الجنود والجيوش وإعداد العدة والعتاد هو سفك الدماء، والتقاتل ومحاربة الناس الأبرياء، وإنما وضعت نصب عينيها منذ خرجت من مكة


(١) أخرجه الطيالسي في مسنده ١/ ٢٠٩ برقم ١٤٨٩، كما أخرجه الحاكم في المستدرك ٤٦٢/ ٢ برقم ٣٥٩٣، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٩٦/ ٧، والطبراني في الأوسط ١٦٧/ ٦ رقم ٦٠٩٤.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٦/ ٢٠٥ برقم ٢٥٧٤١، والطيالسي في مسنده ٢١٦/ ١ رقم ١٥٤٣، كما أخرجه الحاكم في المستدرك ٣٩٣/ ٤ رقم ٨٠٣٩، وإسحاق بن راهويه في مسنده ٩١٣/ ٣ برقم ١٦٠٢.

<<  <   >  >>