للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه الذي مات فيه، ثم وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس والآخر علي (ض)، فعائشة لما كانت تحدث هذه الواقعة لا تذكر اسم علي وكانت تقول: فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - بين رجلين، بين عباس ورجل آخر (١) واستنتج من هذا الحديث بعض أهل الأهواء وأصحاب الظنون السيئة والأفكار الخاطئة أن عائشة (ض) لم تذكر عليا لأنها لم تطب نفسها له بخير، مع أن الواقع أن العباس (ض) كان في جانب واحد أما الجانب الآخر فقد يكون هناك علي، ويمكن أسامة بن زيد، ومن أجل عدم تأكدها من الأمر لم تسم شخصا وقالت: ((رجل آخر)).

كما يرد على هذا الزعم الباطل ما أورده الإمام الطبري في تاريخه من كلام عائشة (ض) في علي وكلام علي في عائشة يبديان فيه انطباع كل منهما نحو الآخر بسعة قلب ورحابة صدر وأن علاقته معها كانت قائمة على المودة والاحترام المتبادلين بينهما.

تقول عائشة (ض): ((إنه والله ما كان بيني وبين علي في القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه عندي - على معتبتي - لمن الأخيار، فقال علي: صدقت والله وبرت، ما كان بيني وبينها إلا ذلك، وإنها لزوجة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والآخرة (٢))).

كما يدل على ذلك أنها لما سئلت أي الناس كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: ((فاطمة، فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها، إن كان ما علمت صواما قواما)) (٣). كما أن معرفتنا بكون علي من أهل البيت مستندها


(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأذان برقم ٦٦٥ و٦٨٧، وكتاب الهبة برقم ٢٥٨٨، ومسلم في صحيحه كتاب الصلاة برقم ٤١٨، والدارمي في سننه كتاب الصلاة برقم ١٢٥٧.
(٢) انظر تاريخ الطبري ٣/ ٦١.
(٣) أخرجه الترمذي في سننه كتاب المناقب برقم ٣٨٧٤ وقال: هذا حديث حسن غريب، =

<<  <   >  >>