للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد الهجرة، وكانت اليهود تقول: قد أخذنامم فلا يولد لهم ولد ذكر، فكبر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ولد عبد الله، ولما ولد أخذه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فوضعه في حجره وأتى بتمرة فمصها ثم مضغها ثم وضعها في فيه فحنكه بها، فكان أول شيء دخل بطنه ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١)، وقد تبنته عائشة (ض)، وكانت تحبه حبا شديدا، وهو كذلك يحبها أكثر من أمه، كما أن عائشة (ض) كانت تربي أيتاما آخرين في حضنها وتحت رعايتها، روى عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه قال: كانت عائشة تليني وأخا لي يتيمين في حجرها، فكانت تخرج من أموالنا الزكاة (٢). وقصة تربيتها لبنت أنصارية وتزويجها مذكورة في الأحاديث، تقول (ض): كانت في حجري جارية من الأنصار فزوجتها، قالت: فدخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عرسها فلم يسمع لعبا فقال: ((يا عائشة إن هذا الحي من الأنصار يحبون كذا وكذا)) (٣).

وإليك قائمة بأسماء أولئك العباقرة الذين تخرجوا من مدرسة أم المؤمنين، ربتهم في حجرها وعلمتهم فصنع الله منهم على يدها حفظة الإسلام ونقلته إلى الأجيال اللاحقة، وهؤلاء هم مسروق بن الأجدع، عمرة بنت عائشة بنت طلحة، عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عروة بن الزبير، القاسم بن محمد وأخوه عبد الله بن يزيد (٤)، كما أنها هي التي ربت بنات محمد بن أبي بكر الصديق (ض) وزوجتهن (٥).


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٦٣٢/ ٣ برقم ٦٣٣٠.
(٢) موطأ الإمام مالك ١/ ٢٥١ برقم ٥٨٩.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٢٦٩/ ٦ برقم ٢٦٣٥٦ وابن حبان في صحيحه ١٣/ ١٨٥ برقم ٥٨٧٥، وأورده الهيثمي في موارد الظمآن ٤٩٤/ ١ برقم ٢٠١٦ والطبراني في الأوسط ٥/ ٣٥٢ برقم ٥٥٢٧.
(٤) انظر: موطأ الإمام مالك باب زكاة أموال اليتامى ١/ ٢٥١ ومسند الإمام أحمد ٣٢/ ٦
برقم ٢٤٠٨٤.
(٥) موطأ الإمام مالك باب ما لا زكاة فيه من الحلي ١/ ٢٥٠ برقم ٥٨٦.

<<  <   >  >>