للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تستعيره منها ليلبسنه عرائسهن ليلة زفافهن (١)، كما أنها كانت تلبس ثوبا مصبوغا بزعفران في بعض الأحيان (٢). وكانت تتزين بالحلي والمجوهرات، وكانت في عنقها قلادة من جزع أظفار (٣)، وتلبس الخاتم من الذهب (٤).

[خلقها (ض)]

مما لا شك فيه أن أم المؤمنين عائشة (ض) نالت شرف صحبة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - منذ نعومة أظفارها إلى مرحلة الشباب، وقضت هذه الفترة الطويلة تحت ظلال وفي رعاية ذلك النبي المقدس الذي بعثه فاطر السماوات والأرض في هذا الكون ليكمل مكارم الأخلاق، وقد وصفه قائلا: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤] فأوصلتها هذه التربية العظيمة والصحبة الكريمة إلى أوج الخلق الحسن، والمكانة العالية الرفيعة التي تعتبر قمة الترقية الروحانية ونهاية مطاف العلو المعنوي للإنسانية الحائرة.

ولذا كانت عائشة (ض) قد احتلت مكانة سامية مرموقة في الأخلاق الحسنة النبيلة الرفيعة، وكان الزهد والورع والعبادة والسخاء والجود والشفقة على الناس من أهم وأكبر معالم شخصيتها (ض).

المرأة والقناعة صفتان متضادتان ومفهومان متغايران، وقد صدق الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -: ((إني أريتكن أكثر أهل النار) فقلن: بم يا رسول الله؟ قال:


= أبي داود كتاب الطهارة برقم ٣٥٨.
(١) تقول عائشة (ض): كان لي منهن درع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما كانت امرأة تقين -تزين لزفافها - بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعير)) (البخاري كتاب الهبة باب الاستعارة
للعروس برقم ٢٦٢٨).
(٢) قال البخاري في ترجمة الباب من صحيحه: ولبست عائشة (ض) الثياب المعصفرة وهي محرمة. (باب ما يلبس المحرم من الثياب).
(٣) انظر: حديث التيمم وواقعة الإفك، ص ١٢٦.
(٤) قال البخاري: باب الخاتم للنساء، وكان على عائشة خواتيم ذهب (كتاب اللباس من صحيح البخاري).

<<  <   >  >>