للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله))؟ (١).

وأما الحج فلا تدعه يفوتها أي سنة، فقد حجت واعتمرت مرات كثيرة، تقول (ض): قلت: يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حج مبرور، فقالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢)، ولما استأذنت من عمر (ض) للحج أرسل معها عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف (٣).

هذا وكانت قد حددت أماكن إقامتها أيام الحج، ففي بداية أمرها كانت تنزل في آخر حدود عرفة بنمرة، اتباعا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأت زحمة الناس هناك ضربت خيمتها بعيدا عن ذلك، وانتقلت إلى الأراك، وأحيانا كانت تقف مجاورة لجبل ثبير (٤).

وكانت (ض) تهل ما كانت في منزلها ومن كان معها، فإذا ركبت فتوجهت إلى الموقف تركت الإهلال، وكان من عادتها أنها كانت تعتمر بعد الحج من مكة في ذي الحجة، ثم تركت ذلك، فكانت تخرج قبل هلال محرم حتى تأتي الجحفة فتقيم بها حتى الهلال، فإذا رأت الهلال أهلت بعمرة (٥).

وكانت تصوم يوم عرفة ثم تقف حتى يبيض ما بينها وبين الناس من الأرض ثم تدعو بشراب فتفطر (٦).


(١) أخرجه أحمد في مسنده ١٢٨/ ٦ برقم ٢٥٠١٤، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ١٨٩/ ٣ وقال: رواه أحمد، وعطاء لم يسمع من عائشة، بل قال ابن معين: لا أعلمه لقي أحدا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبقية رجاله رجال الصحيح، والمنذري في الترغيب والترهيب ٦٨/ ٢ برقم ١٥١٨ وقال: رواته ثقات محتج بهم في الصحيح إلا أن عطاء الخراساني لم يسمع من عبد الرحمن بن أبي بكر.
(٢) صحيح البخاري باب حج النساء برقم ١٨٦١.
(٣) نفس المصدر باب حج النساء برقم ١٨٦٠.
(٤) قصة إقامتها في ثبير مذكورة في صحيح البخاري باب طواف النساء عن عطاء (ض).
(٥) ذكره الإمام مالك في الموطأ باب قطع التلبية برقم ٧٥٠.
(٦) أخرجه مالك في الموطأ ١/ ٢٧٥ برقم ٨٣٦، وابن أبي شيبة في المصنف مختصرا
١٩٧/ ٣ برقم ١٣٣٩٩.

<<  <   >  >>