للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسلفنا فحكم الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى كان حكما في غاية من العدالة عندما قال: ((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)) (١) وقد أريها النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وبشر بأنها زوجته، يقول - صلى الله عليه وسلم - لعائشة (ض): ((أريتك في المنام مرتين، أرى أنك في سرقة من حرير ويقول هذه امرأتك فاكشف عنها، فإذا هي أنت، فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه)) (٢) ولم ينزل عليه وحي في لحاف واحدة من أمهات المؤمنين غيرها (٣)، وكان جبريل (س) يقرأ عليها السلام، قالت: قال - صلى الله عليه وسلم - يوما: يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى، تريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٤) وقد رأت جبريل (س) مرتين بأم عينيها، وقد شهد الباري تعالى على عفافها وبراءتها من فوق سبع سماوات، وبشرها الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - بكونها أحب أزواجه في الآخرة (٥).

كانت (ض) تقول: ((خلال لي تسع لم تكن لأحد من النساء قبلي، ما أقول هذا أني أفخر على أحد من صواحباتي، قالت: جاء الملك بصورتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابنة سبع سنين، وأهديت إليه وأنا ابنة تسع سنين، وتزوجني بكرا لم يكن في أحد من الناس، وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في لحاف واحد، وكنت من أحب الناس إليه، ونزل في آيات


(١) صحيح الإمام البخاري فضل عائشة برقم ٣٧٦٩، ٣٧٧٠، وصحيح الإمام مسلم فضل عائشة برقم ٢٤٣١، ٢٤٤٦، وصحيح ابن حبان ١٦/ ٥٠ برقم ٧١١٣، ٧١١٥، وسنن الترمذي برقم ١٨٣٤، ٣٨٨٧.
(٢) صحيح البخاري كتاب المناقب برقم ٣٨٩٥، وصحيح الإمام مسلم كتاب فضائل الصحابة برقم ٢٤٣٨، وسنن الترمذي كتاب المناقب رقم ٣٨٨٠.
(٣) صحيح البخاري كتاب المناقب برقم ٣٧٧٥، سنن الترمذي كتاب المناقب برقم ٣٨٧٩، سنن النسائي كتاب عشرة النساء برقم ٣٩٤٩، ٣٩٥٠.
(٤) صحيح البخاري كتاب المناقب برقم ٣٧٦٨، كتاب الأدب ٦٢٠١، كتاب الاستئذان برقم ٦٢٥٣ صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة برقم ٢٤٤٧، سنن الترمذي كتاب الاستئذان والآداب برقم ٢٦٩٣.
(٥) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ١١ برقم ٦٧٢٩.

<<  <   >  >>