للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيما نزلت ولا فريضة، من عائشة)) (١).

وذات مرة قال معاوية: يا زياد أي الناس أعلم؟ قال: أنت يا أمير المؤمنين، قال: أعزم عليك، قال: ((أما إذا عزمت علي فعائشة)) (٢).

وقال عروة بن الزبير بن العوام حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((ما رأيت أحدا أعلم بالحلال والحرام والعلم والشعر والطب من عائشة أم المؤمنين)) (٣).

وفي رواية أخرى: ((ما رأيت أحدا أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحرام ولا بحلال ولا بفقه ولا بشعر ولا بطب ولا بحديث العرب ولا نسب من عائشة)) (٤).

وقد سئل مسروق التابعي الجليل وكان قد تربى في حضن عائشة (ض) هل كانت أم المؤمنين تحسن الفرائض فقال: أي والذي نفسي بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألونها عن الفرائض (٥).

لقد كان غيرها من أمهات المؤمنين كذلك يقمن بواجب حفظ السنة وإشاعتها وتبليغها إلا أن المكانة التي وصلت إليها عائشة (ض) لم يصل إليها أحد غيرها، يقول محمود بن لبيد: ((كان أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يحفظن من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرا ولا مثلا لعائشة وأم سلمة)) (٦) وقال محمد بن شهاب الزهري: ((لو جمع علم الناس كلهم ثم علم أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - لكانت عائشة أوسعهم علما)) (٧).


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٣٧٥/ ٢.
(٢) الحاكم في المستدرك ٤/ ١٥ برقم ٦٧٤٧.
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ١٢/ ٤ برقم ٦٧٣٣.
(٤) ذكره أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٢/ ٤٩، وأبو الفرج ابن الجوزي في صفة الصفوة ٢/ ٣٢.
(٥) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ١٢ برقم ٦٧٣٦، والدارمي في سننه ٢/ ٤٤٢ برقم ٢٨٥٩، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ٢٤٢، والخراساني في كتاب السنن ١/ ١١٨ رقم ٢٨٧، وابن أبي شيبة في المصنف ٦/ ٢٣٩ رقم ٣١٠٣٧، والطبراني في المعجم الكبير ٢٣/ ١٨١.
(٦) الطبقات الكبرى لابن سعد ٢/ ٣٧٥.
(٧) رواه الحاكم في المستدرك ٢/ ١٢ رقم ٦٧٣٤، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء
٢/ ١٩٩.

<<  <   >  >>