للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن عمر (ض) (١)، إلا أنه لم يصرح بالسبب الذي من أجله كانوا يصومونه في الجاهلية، وعائشة (ض) هي التي بينت لنا سبب هذا الصوم في الجاهلية فقالت: ((كانوا يصومون يوم عاشوراء قبل أن يفرض رمضان، كان يوم تستر فيه الكعبة)) (٢).

[سبب عدم مواظبته - صلى الله عليه وسلم - على صلاة التراويح في شهر رمضان]

يقول ابن عباس (ض): ((كانت عائشة (ض) أعلم أهل الأرض بصلاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الليل)) (٣) وتقول عائشة (ض): ((كانت صلاته - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة بالليل منها ركعتا الفجر)) (٤) وذات مرة خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك، فاجتمع أكثر منهم فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الليلة الثانية فصلوا بصلاته، فاجتمع الناس يذكرون ذلك فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج إليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى خرج لصلاة الفجر، فلما قضى الفجر


= وعلى كل فإنه يمكن التطبيق بين الروايتين بأن نقول: إن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء وكان - صلى الله عليه وسلم - كذلك يصوم، واليهود, كذلك كانوا يصومون نفس اليوم فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وجد اليهود يصومون، فصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسب العادة السابقة وليس تقليدا لليهود، ولذلك روي عن ابن عباس (ض) يقول: حين صام النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عاشوراء وأمرنا بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فإذا كان العام القابل صمنا اليوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)) (مسلم ١١٣٤، أبو داود ٢٤٤٥)، فظهر من القطعة الأخيرة من الحديث أن هذه الواقعة كانت في السنة العاشرة من الهجرة، مع أن أكثر الروايات تقول إنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بصيام يوم عاشوراء في السنة الأولى من الهجرة!! ومعنى صيام اليوم التاسع أن يصام التاسع والعاشر مع بعض.
(١) صحيح البخاري كتاب الصوم برقم ١٨٩٢.
(٢) صحيح البخاري كتاب الحج برقم ١٥٩٢.
(٣) نص قول ابن عباس (ض): ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: من؟ قال: عائشة (صحيح مسلم كتاب صلاة المسافرين برقم ٧٤٦).
(٤) صحيح الإمام مسلم كتاب صلاة المسافرين برقم ٧٣٨.

<<  <   >  >>