للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البحث السادس

معرفتها بالطب والتاريخ والخطابة والشعر

يشهد تلاميذ أم المؤمنين عائشة (ض) أنها كانت بارعة ولديها اطلاع كبير واسع في فن التاريخ، وكانت على ملكة من الأدب، وحظيت بقوة فائقة في الخطابة والشعر، ولها باع في الطب كذلك.

يقول هشام بن عروة: ((ما رأيت أحدا من الناس أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا حرام ولا شعر ولا بحديث العرب ولا النسب من عائشة (ض)، (١).

[الطب]

يقول عروة: ((ما رأيت أحدا أعلم بالطب منها)) (٢) ومعروف أن فن الطب لم يكن رائجا عند العرب بكل أصوله وقواعده، وأكبر طبيب للعرب في ذلك الوقت كان الحارث بن كلدة، كما كان هناك أطباء صغار منتشرون في البلاد، وقد تعلمت عائشة (ض) فن الطب من هؤلاء الأطباء الذين كانوا يعالجون بالأعشاب وخواص الأشياء الطبيعية، وقد سألها عروة بن الزبير، وكان يتملكه العجب من إحاطة السيدة بكل هذه العلوم فيقول لها متعجبا: ((يا أمتاه لا أعجب من فهمك، أقول زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبنت أبي بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس، أقول ابنة أبي بكر، وكان أعلم الناس أو من أعلم الناس، ولكن أعجب من علمك بالطب كيف هو؟ ومن أين هو؟ قال: فضربت على منكبه وقالت: أي عرية: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسقم عند آخر


(١) تذكرة الحفاظ للذهبي ترجمة عائشة (ض) ٢٨/ ١، صفة الصفوة ٣٢/ ٢.
(٢) تذكرة الحفاظ ٢٨/ ١.

<<  <   >  >>