للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الميت (١)، كما أننا لم نسمع أخبار معارك ((بعاث)) (٢) التي دارت فيما بين الأنصار إلا من فم عائشة (ض)، كذلك بعض تقاليد الأنصار في عباداتهم، وعاداتهم فيها مثل عبادتهم لأصنام (٣) المشلل وغير ذلك مما لم نطلع عليه إلا عن طريق عائشة (ض).

وهكذا أهم الوقائع التاريخية مثل بدء الوحي، وأحوال النبوة في مستهل أيامها، والأخبار التفصيلية عن أحداث الهجرة، وحديث الإفك بسائر تفاصيله كأننا نراه ونشاهده أمام أعيننا، كل ذلك لم يتلقه المسلمون إلا من فم عائشة (ض)، ومما يجدر بالذكر أن الأحاديث الموجودة في كتب الصحاح مختصرة لا تتجاوز سطرين أو ثلاثة، لكن مرويات عائشة (ض) التي تتضمن سرد هذه الوقائعع والأحداث احتوت على صفحتين أو ثلاث صفحات، وكذلك كيفية نزول القرآن الكريم وترتيبه، وطرق أداء الصلاة في الإسلام، وكيفية مرض موت النبي - صلى الله عليه وسلم - من البداية إلى النهاية، وعدد أكفان الرسول - صلى الله عليه وسلم - ونوعيتها، كل ذلك لم نطلع عليه إلا عن طريق عائشة (ض).

فما سبق ذكره في هذا الإطار كان متعلقا بالشؤون المنزلية والأمور الداخلية، ولم يقتصر علمها (ض) على هذا فقط، بل إنها صورت لنا غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - تصويرا دقيقا، فحكت لنا قصة غزوة بدر الكبرى وغزوة أحد وغزوة الخندق، وشيئا عن غزوة بني قريظة، وكذلك كيفية صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع، وبيعة النساء في فتح مكة، وأهم وقائع حجة الوداع، والمعلومات الدقيقة والمهمة المفصلة عن سيرة الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، من


(١) عن عائشة (ض) قالت: ((كان أهل الجاهلية يقومون لها (الجنازة) يقولون إذا رأوها: كنت في أهلك ما أنت مرتين)) (صحيح البخاري كتاب المناقب باب أيام الجاهلية برقم ٣٨٣٧).
(٢) أخرج البخاري عن عائشة (ض) قالت: ((كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم -، فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم وجرحوا، قدمه الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم -
في دخولهم في الإسلام، (كتاب المناقب باب القسامة في الجاهلية برقم ٣٨٤٧).
(٣) صحيح البخاري كتاب الحج باب وجوب الصفا والمروة برقم ١٦٤٣.

<<  <   >  >>