للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكان منزله هو ذلك المكان المبارك الذي يحمل في طياته أسمى معاني الشرف والسعادة والعزة والوقار، حيث طلعت من هناك أولى أشعة الشمس البارقة، وبالتالي فعائشة (ض) من أولئك الناس الخيرين سعيدي الحظ، الذين لم يقع آذانهم صوت من الشرك أو الكفر.

تقول (ض): ((لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين)) (١). وقد أرضعتها زوجة وائل أبي القعيس، فكان أخو وائل أفلح - عمها من الرضاعة - يأتي أحيانا لزيارتها فتأذن له عائشة بإذن من الرسول - صلى الله عليه وسلم -، تقول (ض): ((إن أفلحأخا أبى القعيس جاء يستأذن عليها، وهو عمها من الرضاعة، بعد أن أنزل الحجاب، قالت: فأبيت أن آذن له، فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرته بالذي صنعث، فأمرني أن آذن له)) (٢) كما أن أخاها من الرضاعة أيضا كان يزورها في بعض الأحيان (٣).

[الطفولة]

إن العباقرة تبدو معالم عبقريتهم منذ نعومة أظفارهم في كل ما يصدر منهم من الأقوال والأفعال، وتتلمع آثار رفعتهم وعلامات سعادتهم على نواصيهم، تنبئ عن المستقبل الباهر والرائع لهم، وتوحي بأنهم يصنعون العظائم.

وأم المؤمنين عائشة (ض) كانت من هؤلاء العباقرة، فسيما الرفعة وعلو الدرجة والسعادة كان يلوح منذ صباها في سائر أعمالها وحركاتها، لكن كما


(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة برقم ٤٧٦ وكتاب الحوالة برقم ٢٢٩٨ وكتاب المناقب رقم ٣٩٠٦ وكتاب الأدب رقم ٦٠٧٩، والإمام أحمد في مسنده ٦/ ١٩٨ برقم ٢٥٦٦٧.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح برقم ٥١٠٣، ومسلم في صحيحه كتاب الرضاع برقم ١٤٤٥، والإمام أحمد في مسنده ١٧٧/ ٦ برقم ٢٥٤٨٢، والإمام مالك في الموطأ كتاب الرضاع رقم ١٢٧٩، والدارمي في سننه كتاب النكاح رقم ٢٢٤٨.
(٣) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب الحيض برقم ٣٢٠، والبخاري في صحيحه كتاب الغسل برقم ٢٥١، والنسائي في سننه كتاب الطهارة برقم ٢٢٧.

<<  <   >  >>