للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الملاطفة والمؤانسة]

من لطفه - صلى الله عليه وسلم - بعائشة (ض) وعطفه عليها أنه كان يمازحها ويفاحكها ويسمر معها مستمعا إلى أحاديثها ملاطفة لقلبها، وإرضاء لخاطرها، وذات مرة ذكر ((خرافة)) أثناء الحديث، فسألها النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أتدرين ما خرافة؟ إن خرافة كان رجلا من أهل عذرة، أسرته الجن في الجاهلية، فمكث فيهم دهرا طويلا، ثم ردوه إلى الإنس، فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب، فقال الناس: حديث خرافة)) (١). تستخدم صيغة الجمع ((الخرافات)) في اللغة الأردية بنفس المعنى.

[سمره - صلى الله عليه وسلم - معها]

وكان - صلى الله عليه وسلم - يسمر معها مستمعا إلى أحاديثها، وذات مرة حدثته عائشة (ض) حديث أم زرع قالت: جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا، قالت الأولى: زوجي لحم جمل غث على رأس جبل، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل، قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره، إنى أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عحره وبجره، قالت الثالثة: زوجي العشنق، إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق، قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة، قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد، قالت السادسة: زوجي إن أكل لف، وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث، قالت السابعة: زوجي غياياء أو عياياء طباقاء، كل داء له داء، شجك أو فلك أو جمع كلا لك، قالت الثامنة: زوجي المس مس أرنب، والريح ريح زرنب، قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٧/ ١٥٧ برقم ٢٥٢٨٣، وهو في مجمع الزوائد للهيثمي ٤/ ٣١٥، والطبراني في المعجم الكبير ٦/ ٥٦ - ١٥٥ برقم ٦٠٦٩، وإسحاق بن راهويه في مسنده ٣/ ٨٠١ برقم ١٤٣٦، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ٤١٩/ ٧ برقم ٤٤٤٢.

<<  <   >  >>